طالبو اللجوء السوريون في هولندا يعانون من قسوة الانتظار وضغوط الحكومة المعادية للمهاجرين (فيديو)

بعد يوم واحد من سقوط النظام السوري وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد، أعلنت الحكومة الهولندية في 9 ديسمبر/كانون الأول 2024 تعليق إجراءات اللجوء للسوريين مؤقتًا لمدة 6 أشهر.

وانضمت هولندا إلى مجموعة من الدول الأوروبية التي اتخذت القرار نفسه عقب سقوط نظام الأسد، وهي النمسا وألمانيا وبريطانيا واليونان.

مع تطبيق القرار، اضطر الآلاف من طالبي اللجوء السوريين إلى الانتظار في مراكز اللجوء لمدة 6 أشهر إضافية، فضلًا عن مدة الانتظار الأساسية التي تصل إلى 15 شهرًا.

ويخشى العديد من طالبي اللجوء السوريين من العواقب المترتبة على هذا القرار، سواء عليهم أو على أسرهم، خاصة في ظل خطط الحكومة الهولندية لتشديد سياسات الهجرة واللجوء.

تهديدات وزيرة الهجرة

تتصاعد هذه المخاوف مع التهديدات المتكررة من وزيرة الهجرة واللجوء الهولندية مارجولين فابر، بترحيل طالبي اللجوء إلى بلدانهم، وتطبيق أشد سياسات اللجوء صرامة على الإطلاق.

وشكا عديد من طالبي اللجوء السوريين في هولندا، للجزيرة مباشر، من أن تأخير البت في طلباتهم، وزيادة فترة انتظارهم داخل مراكز اللجوء، بسبب الإجراءات الجديدة، من شأنه مضاعفة معاناتهم ومعاناة أسرهم.

وقال واصل، وهو طالب لجوء سوري من مدينة حمص، للجزيرة مباشر، إن العديد من طالبي اللجوء يعيشون ظروفًا قاسية بسبب تجميد ملفاتهم من قبل إدارة الهجرة والتجنيس الهولندية، ما يزيد من حالة عدم اليقين والضغط النفسي التي يعانون منها.

واتهم واصل الحكومة الهولندية باستخدام ملف طالبي اللجوء السوريين ورقة لتحقيق مكاسب سياسية، داعيًا المفوضية الأوروبية إلى زيارة مراكز اللجوء للاطلاع عن كثب على أوضاع اللاجئين ومعاناتهم.

وشكت وزيرة ظاهر، وهي طالبة لجوء سورية، من أن قرار تعليق إجراءات اللجوء زاد من معاناتها، لا سيما في ظل انتظارها الطويل الذي تجاوز عامًا ونصف العام، بينما لا يزال أفراد أسرتها عالقين في سوريا.

دعوات للاحتجاج

ومع التهديدات المستمرة من وزيرة الهجرة، شهدت مراكز اللجوء في هولندا انتشارًا واسعًا لدعوات أطلقها عدد من طالبي اللجوء السوريين، تدعو إلى تنظيم احتجاجات أمام مقار إدارة الهجرة والتجنيس بمختلف المدن الهولندية، للمطالبة باستئناف مناقشة طلبات لجوء السوريين.

وأكد منظمو هذه الدعوات عزمهم إقامة اعتصام مفتوح في مدينة أوتريخت، وسط هولندا، خلال الأيام المقبلة، بهدف التعبير عن رفضهم للقرار، والضغط على السلطات الهولندية لإعادة النظر في تعليق إجراءات اللجوء.

عودة طوعية لسوريا

من جانبها، دعت وزيرة الهجرة الهولندية مارغولين فابر، التي تنتمي لحزب الحرية اليميني المتطرف، طالبي اللجوء السوريين إلى العودة الطوعية إلى بلدهم.

وأعلنت فابر عن إطلاق حملة إعلامية جديدة تستهدف اللاجئين السوريين في مراكز اللجوء، لحثهم على النظر في إمكانية العودة الطوعية إلى سوريا.

وفي منشور لها عبر منصة “إكس” في 6 مارس/آذار كتبت الوزيرة “هل تفكر في الاحتفال بعيد الفطر في وطنك؟ لقد بدأنا حملتنا التوعوية للعودة الطوعية إلى سوريا”.

وأرفقت مارغولين بالمنشور صورة منشورات باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان “دعم العودة إلى سوريا”، وقالت إن الحكومة تقوم بتوزيعها في المراكز المخصصة لطالبي اللجوء، التي يقيمون فيها قبل حصولهم على مساكن في هولندا.

وأضافت “بدءا من اليوم هذا المنشور يجري توزيعه في مراكز طالبي اللجوء ويتضمن الخيارات المتاحة”.

ويسعى المنشور، الذي نشرت الوزيرة صورة منه، إلى الإجابة عن أسئلة طالبي اللجوء الذين يفكرون في العودة إلى سوريا، ويوضح كيف يمكن أن تساعد الحكومة في إجراءات العودة الطوعية؟ ومن بينها ترتيبات السفر ونفقاته.