مدرسة سودانية في ليبيا.. نافذة أمل للأطفال اللاجئين بسبب الحرب (فيديو)

في ظل تداعيات الحرب المستمرة في السودان، التي دفعت آلاف العائلات إلى النزوح خارج البلاد، يواجه الأطفال السودانيون تحديًا كبيرًا في مواصلة تعليمهم في الخارج، بعد أن حُرموا من مقاعد الدراسة بسبب العنف وانعدام الأمن.

وفي مدينة مصراتة الليبية، شكّل افتتاح مدرسة “التكامل السوداني الليبي” بارقة أمل لعشرات العائلات السودانية، حيث توفر المدرسة تعليمًا مجانيًّا لأبناء اللاجئين، وتمنحهم فرصة استئناف دراستهم في بيئة آمنة رغم شحّ الإمكانيات.

مبادرة تعليمية في وجه المعاناة

تأسست المدرسة بمبادرة من الجالية السودانية في مصراتة، بعد أن لاحظ المعلمون تزايد أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس. ورغم أن المبنى كان مُعدًّا ليكون فندقًا، فقد جرى تحويله إلى مؤسسة تعليمية تضم اليوم أكثر من 750 طالبًا وطالبة.

وقال ياسر مكي، مدير المدرسة، للجزيرة مباشر: “جاءت هذه المدرسة لتمنح اللاجئين فرصة لتجاوز محنتين كبيرتين تواجههما العائلات السودانية في ليبيا وهما فقدان الأمن والانقطاع عن التعليم، وقد وجدنا دعمًا كبيرًا من السلطات الليبية والمجتمع المحلي، مما ساعدنا على افتتاح المدرسة بشكل رسمي”.

وأضاف: “نواجه العديد من التحديات، من بينها تأخر الكتب الدراسية ونقص بعض المستلزمات، ولكننا تجاوزنا الكثير من العقبات بفضل تعاون السفارة والجالية السودانية، واليوم لا نفرض أي رسوم دراسية على الطلاب، وخصوصًا على اليتامى الذين فقدوا كل شيء”.

أمان وتعليم

الطالبة في المرحلة الثانوية بمدرسة التكامل السوداني الليبي، حرم محمد، تحدثت للجزيرة مباشر عن تجربتها قائلة: “وصلتُ إلى ليبيا بسبب الحرب، مثل العديد من زميلاتي، وتركنا خلفنا كل شيء، ولكن بحمد الله وجدنا في هذه المدرسة بيئة تعليمية آمنة ومجهزة تمكّننا من مواصلة تعليمنا”.

وأردفت: “رغم أننا نشتاق إلى وطننا، فإننا ممتنّون جدًّا للشعب الليبي على الاستضافة والمعاملة الطيبة التي تلقيناها، ولم نجد منهم إلا كل تقدير واحترام”.

أرقام مخيفة ودعم محدود

ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فإن نحو 19 مليون طفل سوداني أصبحوا خارج المدارس، بينهم أكثر من 6.5 ملايين فقدوا فرصة التعليم تمامًا نتيجة الحرب، في واحدة من أكبر الأزمات التعليمية التي تشهدها المنطقة والعالم.

وأشارت المنظمة إلى إغلاق أكثر من 10 آلاف مدرسة في المناطق المتأثرة بالنزاع، محذرة من التأثير والأخطار المباشرة الناجمة عن توقف تعليم الأطفال السودانيين.