استشهاد الأسير المحرر جبر عمار في غزة التي أحبها وعاد إليها بعد 40 عاما من الإبعاد (فيديو)

استشهد الأسير السابق جبر عمار، أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين السابقين في سجون الاحتلال، متأثرا بإصابته في قصف للاحتلال الإسرائيلي على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان اليوم الثلاثاء “القائد الوطني والأسير المحرَّر جبر عمار (أبو علي) الذي ارتقى إلى الله شهيدا اليوم، متأثرا بإصابته في القصف الصهيوني الوحشي المتواصل على قطاع غزة، الذي طال المدنيين العُزل والمرضى والجرحى في مراكز الإيواء والمستشفيات”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوالد زوجة بدر خان سوري: إدارة ترامب تعاقب ابنتي وزوجها بسبب عملي السابق في حكومة حماس
كيف أثرت حرب غزة في الهوية الإسلامية للشباب بالغرب؟ (فيديو)
تصاعد التوتر بين كاتس وزامير إثر تحقيقات مع ضابط انتقد أداء الجيش في 7 أكتوبر
ووصف البيان عمار بأنه “من الرعيل الأول لمقاومة العدو الصهيوني بعد عام 1967، وقضى 14 عاما أسيرا في سجون الاحتلال، كان فيها نموذجا في الصمود وقهر السجان وتحدي انتهاكاته، ومثالا للعمل الوطني في الحركة الوطنية الأسيرة”.
وأشار البيان إلى أن عمار “بعد سنوات الإبعاد التي استمرت أكثر من 40 عاما، نال أمنيته بالشهادة على أرض غزة العزة التي أحبها”.
وشدَّد البيان على أن استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، واستمرارهم في “ارتكاب المجازر المروعة ضد المدنيين والنساء والأطفال، واغتيال قادة ورموز وأبناء شعبنا، لن يحقق لهم أهدافهم العدوانية”.

اللحظات الأولى لإصابته
وروت زوجته أم علي اللحظات الأولى لإصابته بقولها “كان بيصلي قيام الليل، وفجأة سمعناه بيحكي: إلحقوني أنا تصاوبت، ولما رحنا ما قدرنا نلاقي مكان إصابته لأنه كان لابس ملابس شتوية ثقيلة، وما شفنا دم، بس كان مغمى عليه وجسمه متشنج، وصار ينزل مية من تمه، فحكينا إحنا إنه استشهد”.
وأوضحت أم علي أن زوجها لم يستشهد في اللحظات الأولى لإصابته، بل نُقل إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث أجريت له الإسعافات اللازمة ومن بينها تنفس صناعي، لكن حالته تدهورت فنُقل إلى العناية المركزة، وظل بها حتى استقرت حالته، ونُقل إلى قسم الباطنة، لكن حالته تدهورت من جديد ولفظ أنفاسه الأخيرة.
40 عاما مبعدا عن فلسطين
وقالت أم علي، للجزيرة مباشر، إن زوجها جاء من السودان إلى غزة قبل طوفان الأقصى بفترة قصيرة، وأضافت “كان بده يقاوم ويستشهد ويندفن في غزة، وبالفعل هو طلبها ونالها، واليوم استشهد فاللهم تقبّله شهيدا”.
يُذكر أن الاحتلال اعتقل الشهيد عمار جبر (81 عاما) عام 1969، وأصدر بحقه حكما بالسجن المؤبد، أمضى منها 14 عاما، قبل أن يُفرج عنه في صفقة تبادل أسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) والاحتلال عام 1983.
ويوصف عمار بأنه أحد مؤسسي تنظيم الحركة الإسلامية الفلسطينية داخل سجون الاحتلال، وقد أبعده الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية أكثر من 40 عاما، وتنقّل بين عدد من الدول العربية حتى استقر به المقام في السودان.
وظل عمار في السودان أكثر من 30 عاما حتى عودته إلى القطاع في مايو/أيار 2023 عقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل/نيسان من العام نفسه، أي قبل أشهر من اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلَّف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 50 ألف شهيد معظمهم من النساء والاطفال، وأكثر من 113 ألف جريح، وآلاف المفقودين تحت ركام المباني المدمرة في القطاع، ودمارا هائلا في مساكن القطاع وبنيته الأساسية.