هجرة عكسية.. أساتذة بارزون في جامعة أمريكية يعتزمون مغادرة البلاد وأمريكيون ينتقلون للعيش في المكسيك

أعلن ثلاثة أساتذة أمريكيين من جامعة ييل عزمهم مغادرة الولايات المتحدة، وأرجعوا ذلك إلى المخاوف بشأن القيود على حرية التعبير، وما وصفوه “بسقوط الأمريكيين في الفاشية” في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال المؤرخان الزوجان تيموثي سنيدير ومارسي شور، إضافة إلى الباحث في شؤون الفاشية جاسون ستانلي، إنهم سوف ينتقلون إلى جامعة تورونتو في كندا.
وقال ستانلي لموقع “تسايت” الألماني الإخباري إن هذه الخطوة جاءت في ظل ضغط واشنطن على جامعة كولومبيا في نيويورك لتغيير قواعدها بشأن الاحتجاجات، إضافة إلى قسم دراسات الشرق الأوسط، بعد أن شهدت احتجاجات كبيرة موالية للفلسطينيين العام الماضي.
UNIVERSITY | History department power couple Timothy Snyder and Marci Shore and philosophy professor Jason Stanley will begin teaching at the University of Toronto’s renowned Munk School in fall 2025.https://t.co/5p66ZysKNo
— Yale Daily News (@yaledailynews) March 27, 2025
“أخشى من حرب أهلية”
ووصف ستانلي التطورات منذ تولي ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي بـ”الفاشية”.
وقالت شور لصحيفة “تورونتو توداي” إنها وزوجها يشعران بالقلق الشديد بشأن أحدث الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب بشأن خفض تمويل الجامعات، وفتح تحقيقات بشأن ما يتردد عن إخفاق الكليات في حماية الطلبة اليهود أثناء الاحتجاجات على تصرفات إسرائيل في غزة.
I'm haunted by the question: what would I do if ICE were to come to take one of my students away while I was with them. Would I scream? Take a video? Try to pull the masks off? Try to drag the men away? Start crying? Could I trust myself to be brave?https://t.co/TXAlRhdziq
— Marci Shore (@marci_shore) March 30, 2025
وأضافت في رسالة إلكترونية للصحيفة “أخشى من أنه ستكون هناك حرب أهلية”.
وشهدت جامعة كولومبيا وجامعات أمريكية أخرى كثيرة احتجاجات على عمليات القتل الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبعدما أعلنت الإدارة الأمريكية خفض التمويل الاتحادي لجامعة كولومبيا بواقع 400 مليون دولار، قالت الجامعة إنها ستراجع قواعدها بشأن المظاهرات إضافة إلى منهج دراسات الشرق الأوسط.
Drei renommierte Wissenschaftler der US-Universität Yale,wollen die USA verlassen.
Historiker Timothy Snyder und Marci Shore sowie der Faschismusforscher Jason Stanley,ziehen nach Kanada.
— Rica Schlemmer (@RicaSchlemmer) March 30, 2025
أمريكيون ينتقلون للعيش في المكسيك
وفي مسعى آخر للهروب من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وسياساته، ينتقل أمريكيون، بعضهم من أصل مكسيكي، للعيش في المكسيك، في خطوة قد تُعَد هجرة عكسية.
وذكر تقرير لوكالة فرانس برس “في ظل تراجع الحقوق والاقتطاعات المالية الشديدة واستشراء التمييز واشتداد الاستقطاب، قرر كثيرون مثل تيفاني وأوسكار ولي وجيسيكا العيش في العاصمة المكسيكية التي تستقبل منذ جائحة كوفيد-19 أعدادا متزايدة من الأمريكيين”.
ويعيش نحو مليون أمريكي في المكسيك، أي نحو 20% من الجالية الأمريكية في الخارج المقدَّر عدد أبنائها بخمسة ملايين، وفق تعداد نشرته عام 2023 المنظمة التي تمثّل مصالحهم.
“الولايات المتحدة تتراجع”
وانتقلت تيفاني نيكول (45 عاما) إلى مكسيكو بعد مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد الشرطة في مايو/أيار 2020. وقالت هذه المستشارة المالية “لم أعد أشعر بالأمان في بلدي كشخص من ذوي البشرة السوداء”.
وكانت تيفاني نيكول تفكر في العودة إلى شيكاغو لتكون بجانب ابنتها لكن فوز ترامب بدّد آمالها، وقالت “في نوفمبر كنت في شيكاغو أنتظر ماذا سيحدث في الانتخابات، أما الآن فأنا أبحث عن وسيلة لإخراجها من البلد”.
وأقرت نيكول بأن “الولايات المتحدة تتراجع في مجال الحقوق المدنية ومجتمع الميم، وترتفع أسعار الأدوية ارتفاعا صاروخيا، والجميع يتأثر بالوضع”.

عودة ترامب
ومنذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، وضعت الإدارة الأمريكية حدّا لبرامج التنوع والإنصاف والشمول التي تؤدي في نظر الرئيس إلى “تمييز غير قانوني وغير أخلاقي”.
وطالب ترامب بإزالة الرسم الجداري لحركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة) المدنية التي عاد إليها الزخم بعد مقتل جورج فلويد.
وفي عهد دونالد ترامب، تتزايد “أعمال العنف في حق السود من أصول أمريكية لاتينية ومن الدومينيكان ومثليي الجنس”، حسب ما ذكر خيمينيز، وهو نيويوركي في الثامنة والثلاثين مدرب يوغا ومؤثر رياضي غادر الأراضي الأمريكية في 2022.
UofT hires three prominent Yale professors worried about Trump https://t.co/suouQ5MOXv
— TorontoToday (@torontotodayca) March 26, 2025
وقال المدرب الذي تنحدر عائلته من الدومينيكان “الآن أصبحت أرى بوضوح الأفعال التمييزية. عدت للتو من لوس أنجلوس حيث ذهبت مع أصدقاء هم أيضا سود ويتعرضون للتمييز إلى مطعم رائع، وقد جعلونا نجلس في الخلف رغم وجود مكان أجمل”.
وأضاف المؤثر الرياضي “المرء يعيش في المكسيك هانئ البال، ولم تعد الولايات المتحدة ما كانت عليه، وقد اضمحل الحلم الأمريكي. لم أعد أرى مقر إقامتي في الولايات المتحدة”.