انتظرته 16 عاما ولم تره في حياتها.. زوجة الأسير القسامي حسن سلامة تكشف تفاصيل زواجهما (فيديو)

روت الصحفية الفلسطينية عفران زامل للجزيرة مباشر قصة زواجها الفريدة بالأسير القسامي حسن سلامة، أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وكيف تعرفت عليه من كتاب، وارتبطت به، رغم أنها لم تره حتى الآن.

وعن قصة ارتباطهما، قالت غفران للجزيرة مباشر “كنت أتجول في أحد المعارض الخاصة بأدب السجون، فوقع بين يدَي كتاب حسن ‘الثأر المقدس’. كان يتحدث فيه عن كيفية الانتقام لاستشهاد القيادي بكتائب القسام يحيى عياش، والعمليات التي نفذها في عام 1996. ورغم طول الكتاب فإنني قرأته في فترة وجيزة”.

ووصفت الكتاب بأن “أحداثه شيء لا يُصدَّق وكأنه فيلم سرح المخرج بخياله فيه كثيرًا”، رغم أن الكتاب يسرد جزءًا واقعيًّا من حياة الأسير حسن سلامة.

وأضافت “بعدها مثل غيري شاهدنا صورة حسن أثناء محاكمته في المحاكم العسكرية الإسرائيلية وهو يستهزئ بالحكم، ولا يأبه به، وقتها تشكل بداخلي فضول عن هذا الرجل”.

وفي عام 2009، استدعت السلطة الفلسطينية غفران للتحقيق مرات عدة بسبب عملها في جريدة فلسطين التي كانت تتخذ من قطاع غزة مقرًّا لها. وبعد فترة، اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتعرضت للتحقيق لمدة شهرين كاملين بسبب عملها الصحفي.

وقالت زامل إنها مع دخولها السجن دعت الله أن يريها خير هذا الاعتقال، إذ تم توقيفها في الأسبوع الأول من شهر رمضان في ذلك العام، وأضافت “خرجت من بيت فيه شهيد وأسير ومبعد، والحمد لله كنت قوية، وخصوصًا عندما التقيت مع الأسيرات الأخريات وتعرفت على أحلام التميمي”.

وتابعت “بعدها اعترفت لأحلام بمشاعري تجاه حسن، وهي اعتقدت أنني تأثرت بتجربة الاعتقال أو بقصتها الشخصية، إذ إنها تزوجت من أسير وعُقد قرانهما وهما في الأسر”.

الأسير الفلسطيني حسن سلامة
الأسير الفلسطيني حسن سلامة

وما إن تأكدت أحلام من مشاعر غفران وصدقها حتى راسلت سلامة بصفتها مسؤولة عن الأسيرات في العزل الانفرادي في حركة حماس، وعرضت عليه الأمر، وكان يعتقد أنها تتحدث عن مرحلة مقبلة، لكنه صُدم عندما علم أن هناك فتاة حالمة تريد الزواج به، وفق رواية غفران.

بعدها بدأت المراسلات بين سلامة وغفران، وكانت أول رسالة منه إليها “عزيزتي غفران، أقف احترامًا واجلالًا لما أقدمتِ عليه، وأقدّر هذه المشاعر، لكننا مقبلون على أمر كبير”، ووضع القائد القسامي شرطًا وهو أنه إذا خرج في صفقة ما سيتمم أمر الزواج، أما إذا لم يخرج فكل منهما في حل من الارتباط.

وردَّت عليه غفران بقولها “دعني أشاركك هذا الجهاد، إذا أنت جهادك في سجنك فأنا جهادي في صبري وارتباطي وانتظارك”، وبعدها أتم الاثنان الزواج في 14 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010.

لكن العروس المنتظرة حُرمت من رؤية زوجها أو سماع صوته على مدار 16 عامًا، ولا تعرف صورة لسلامة سوى ما ينشره الاحتلال.

ومع الوقت تجمعت لدى غفران رسائل عديدة من سلامة، وكانت بمنزلة شريان حياة بالنسبة لها، لكن تلك الرسائل فُقدت بعد قصف الاحتلال لمنزلها في مدينة غزة العام الماضي.

وعبَّرت غفران عن حزنها الشديد بسبب فقدانها هذه الرسائل، وقالت للجزيرة مباشر “الرسائل التي كان يرسلها حسن لي هي الحياة، لم أهتم بقصف المنزل، وسألت من أخبرني: هل أستطيع إخراج رسائل حسن ومقتنياته من أسفل الركام أم لا؟”

وأضافت “قال لي: منزلكِ قُصف، قلت له: لا أهتم، المهم رسائل حسن وأمانة أمه، فقال لي: البيت سُوي بالأرض. لكنني لست حزينة على المنزل، فمن عمّر البيت يعمر غيره، كنت أحتفظ برسائل حسن منذ عام 2010”.

معاناة جديدة

ورغم زواجهما فإن معاناة جديدة بدأت بعد الزواج، وتمثلت في رفض الاحتلال الإسرائيلي زيارتها لزوجها رغم حقهما القانوني، بل وتعنت الاحتلال بوضع حسن في حبس انفرادي لسنوات.

وفي عام 2023، خاضت غفران معركة قانونية طويلة في المحاكم الإسرائيلية بعد حظر سفرها للخارج، وفي النهاية ساومتها سلطات الاحتلال على السفر مع التعهد بعدم الرجوع لمدة خمس سنوات، وهنا وافقت غفران كي تلتقي بعائلة زوجها في قطاع غزة.

سافرت غفران من الضفة إلى الأردن ومن ثم إلى مصر حتى وصلت إلى معبر رفح، وقالت عن تلك التجربة “عندما دخلت غزة واحتضنت أم حسن شعرت كأنني وجدت حسن، وهي بادلتني نفس المشاعر وسلمتني صندوقًا به مقتنيات حسن منذ عام 1996، وقالت لي إنها اطمأنت أن هناك من ينتظر عودته الآن”.

وشددت غفران على أن حسن سلامة ما زال زوجها مهما طال الزمن، لكنها على أمل أن يخرج في هذه الصفقة ويعانق الحرية، ليكون لقاؤهما الأول ولادتها من جديد.

ويُعَد حسن سلامة (54 عامًا) من أبرز قادة الجناح العسكري لحركة حماس، وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن عمليات “الثأر المقدس” التي أوقعت عشرات القتلى الإسرائيليين ردًّا على استشهاد القيادي القسامي يحيى عياش. وحُكم على سلامة بالسجن المؤبد 48 مرة، ورفض الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011، ويُعَد من أبرز القادة الذين تسعى المقاومة الفلسطينية للإفراج عنهم في صفقة التبادل الحالية مع الاحتلال.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان