بعد تدمير متعمد لمكتبة المسجد العمري.. مساع لإنقاذ مخطوطات تاريخية بقطاع غزة (فيديو)

تبذل فرق الإنقاذ في دائرة المخطوطات والآثار، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، جهودا مضنية لانتشال ما بقي من الموروث الثقافي الفلسطيني، بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمكتبة المسجد العمري الكبير شمالي قطاع غزة خلال العدوان الأخير.

وقالت حنين العميص مديرة الفريق للجزيرة مباشر إن عدد المخطوطات في المكتبة قبل الحرب كان 228 مخطوطة، لكن القصف الإسرائيلي العنيف أدى إلى فقدان جزء كبير منها، لتبقى 38 مخطوطة منها فقط، إضافة إلى 78 مجموعة من الأوراق المتفرقة (الدشت).

وأضافت حنين العميص أن تلك المخطوطات يعود أصلها إلى فترات تاريخية تمتد بين العصر المملوكي وأواخر العهد العثماني، وتشمل موضوعات في الفقه، والطب، والفلك، والشعر، والأدب، والمواريث.

إخراج المخطوطات من تحت الأنقاض

بدوره أكد أحمد أبو شريعة، الإداري والفني المتخصص في ترميم المخطوطات، أن فريق الإنقاذ بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024 في محاولات إخراج وإنقاذ هذا الإرث الثقافي من تحت الأنقاض، رغم المخاطر الجسيمة التي واجهها العاملون بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.

وأضاف “كنت أتنقل وحيدًا وسط الدمار وتحت القصف في شوارع غزة القديمة، لإنقاذ المخطوطات التي تحفظ هويتنا التاريخية”.

وأشار أبو شريعة إلى أن جميع المخطوطات الباقية بحاجة ماسة إلى ترميم عاجل ورقمنة، بعدما أصابها تلف بسبب القصف والرطوبة والعفن.

محاولة طمس الهوية

وأوضح أن الاحتلال لم يستهدف البشر والحجر فحسب، بل تعمد طمس الهوية الثقافية الفلسطينية والاستهزاء بها، حيث ترك جنوده عبارات مكتوبة على جدران قبة دار السعادة، منها “شكرًا لأنكم تدعمون حرب الإبادة الجماعية على غزة”.

وفي ظل هذه الكارثة، دعا فريق دائرة المخطوطات والآثار إلى تحرك دولي عاجل لحماية التراث الثقافي في غزة، وضمان الحفاظ على ما بقي من المخطوطات التاريخية التي توثق حق الفلسطينيين في هذه الأرض منذ قرون.

ويعد المسجد العمري الكبير من أعرق المساجد في قطاع غزة، وهو ثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى ومسجد أحمد باشا الجزار، وقد شُيّد في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.

وأصيب المسجد بقصف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي في 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل.

وخلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نحو 50 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 111 ألف جريح ونحو 10 آلاف مفقود تحت ركام المباني المدمرة في القطاع.