الأونروا: العملية الإسرائيلية أدت إلى أكبر نزوح للفلسطينيين في الضفة منذ حرب عام 1967

تصاعد الدخان خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي لمخيم نور شمس - 11 فبراير (الفرنسية)

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن العملية العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين شمالي الضفة الغربية، أثّرت كثيرا في حياة الفلسطينيين.

وقال المفوض العام لوكالة (الأونروا)، فيليب لازاريني على منصة “إكس”، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت، أمس الخميس، بهدم أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية.

وأضاف أن ذلك يأتي عقب عمليات هدم عدة أخرى لمنازل المواطنين، خلال الأسابيع الماضية، وقال إن عمليات هدم المنازل الممنهجة وعلى نطاق واسع لها تأثير غير مسبوق على حياة اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة.

أحد الشوارع في مخيم نور شمس بطولكرم بعد اقتحام قوات الاحتلال (رويترز)

خالية من السكان

وقال المسؤول الأممي، إن مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، أصبحت خالية تقريبًا من سكانها، مع تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية بما في ذلك المنازل، ويواجه الناس الآن احتمال عدم وجود مكان للعودة إليه.

وأشار مفوض عام (الأونروا)، إلى أن هذه العملية هي الأطول والأكثر تدميرًا منذ الانتفاضة الثانية، وقد أسفرت عن أكبر نزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ حرب عام 1967، وأُجبر نحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم.

واختتم المفوض العام لوكالة (الأونروا)، فيليب لازاريني قائلا “لقد خلقت القوانين الإسرائيلية المناهضة للأونروا، والتي دخلت حيز التنفيذ في 30 يناير/كانون الثاني 2025 فراغا في الوجود الدولي عندما كانت هناك حاجة ماسة إليه”.

دمار واسع في <a class=

مخاوف من ضم الضفة

من ناحية أخرى، عبّر رولاند فريدريش، المسؤول في وكالة (الأونروا)، عن مخاوف متزايدة من أن يكون الهجوم الواسع الذي ينفّذه جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة الذي أدى لدمار كبير ونزوح عشرات آلاف الفلسطينيين، إنما يصب في إطار “رؤية الضمّ” الإسرائيلية.

وتنفّذ القوات الإسرائيلية التي تحتل الضفة الغربية منذ عام 1967، باستمرار عمليات اقتحام تستهدف مسلّحين، لكن العملية الجارية منذ أواخر يناير/كانون الثاني، هي بالفعل الأطول منذ عقدين من الزمن، وأدّت إلى تداعيات وخيمة على الفلسطينيين.

وقال فريدريش، مدير شؤون الضفة الغربية في (الأونروا) بمقابلة مع وكالة (فرانس برس) إن “هذا وضع غير مسبوق، سواء من منظور إنساني أو سياسي أوسع”، وأضاف “نتحدّث عن 40 ألف شخص نزحوا قسرا من منازلهم” معظمهم من 3 مخيّمات شملتها العملية العسكرية الإسرائيلية.

وأشار إلى أن “هذه المخيّمات فارغة إلى حدّ كبير الآن”، وسكّانها غير قادرين على العودة ويكافحون للعثور على مأوى في مكان آخر.

تدمير البنى التحتية

وشدّد المسؤول الأممي على أن مستوى الدمار الذي لحق بشبكات “الكهرباء والصرف الصحي والمياه، وكذلك بالمنازل الخاصة” داخل المخيّمات “مثير للقلق الشديد”.

والعملية العسكرية التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها تستهدف مسلّحين في شمال الضفة الغربية، انطلقت بعد وقت قصير من بدء سريان الهدنة في الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي البداية ركّزت العملية على مخيّمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين، حيث تعمل (الأونروا)، لكنها توسعت إلى مزيد من المناطق في شمال الضفة الغربية.

وحذّر فريدريش من أنه مع تَواصل العملية، هناك مؤشرات متزايدة، بعضها مدعوم بتصريحات إسرائيلية رسمية، على أنها قد تتحول إلى وجود عسكري دائم في المدن الفلسطينية.

“واقع يتماشى مع ضمّ الضفة الغربية”

وقال رولاند فريدريش، المسؤول في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، إن “ثمة مخاوف متزايدة من أن الواقع الذي يتمّ استحداثه على الأرض يتماشى مع رؤية ضمّ الضفة الغربية”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال إن الجيش الإسرائيلي سيبقى أشهرا عدة في المخيّمات التي تم إخلاؤها “لمنع عودة السكان وعودة الإرهاب”، بحسب تعبيره.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو سياسي من اليمين المتطرف ويعيش في واحدة من عشرات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إن إسرائيل ستفرض “السيادة” على أجزاء من هذه المنطقة خلال العام الحالي.

وبحسب فريدريش، المسؤول في وكالة الأمم المتحدة لوكالة (الأونروا)، فإن “التصريحات التي نسمعها تشير إلى أن هذه عملية سياسية.. من الواضح أنه لن يُسمح للناس بالعودة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية

إعلان