تقرير إسرائيلي: تكلفة باهظة و”ارتباك استراتيجي” في خيار إعادة احتلال قطاع غزة

كشف تقرير جديد صادر عن مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عن أزمة استراتيجية تواجهها إسرائيل في التعامل مع قطاع غزة، في ظل استمرار التوترات بعد أكثر من عام ونصف العام على الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأوضح التقرير، الذي صدر في 9 إبريل/نيسان الجاري بعنوان “بدائل استراتيجية لقطاع غزة“، أن جميع الخيارات المتاحة أمام إسرائيل للتعامل مع غزة تحمل أخطارًا كبيرة وغير مضمونة النتائج، ما يعكس مأزقًا سياسيًّا وعسكريًّا معقدًا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتفاكر.. هل “الكيان الإسرائيلي” حالة شاذة أم تجلٍ لنظام دولي مأزوم؟ (فيديو)
الاحتلال يحتجز جثمانه.. أسرة الشهيد مروح خزيمية للجزيرة مباشر: “لم يعش طفولته” (فيديو)
خليل الحية: مستعدون لمفاوضات الرزمة الشاملة
وأشار التقرير إلى أن استمرار الوضع الراهن وتأجيل اتخاذ قرارات حاسمة بشأن غزة يُعَد خيارًا سلبيًّا، إذ يؤدي إلى تعزيز سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع، على حد وصف التقرير.
وأضاف أن ذلك أيضًا يعكس إخفاقًا في تقديم رؤية استراتيجية طويلة الأمد، الأمر الذي يترك المنطقة مفتوحة على احتمالات الفوضى وعدم الاستقرار، بحسب التقرير.
خيارات محفوفة بالتحديات
عرض التقرير خيارات عدة للتعامل مع غزة، لكنه أكد أن كل خيار يترافق مع تحديات جوهرية، أبرزها:
- تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين: يُنظر إلى هذا الخيار بوصفه وسيلة لتقليل التهديدات على إسرائيل، لكنه يحمل أخطارًا كبيرة نظرًا لصعوبة تنفيذه فعليًّا بسبب رفض عربي واسع وعدم استعداد الدول لاستقبال المهجَّرين الفلسطينيين.
- احتلال غزة وفرض إدارة عسكرية طويلة الأمد: يرى التقرير أن هذا الخيار سيكون مكلفًا للغاية، إذ تصل تقديرات تكلفته السنوية إلى نحو 25 مليار شيكل (6.7 مليارات دولار)، إلى جانب تعريض الجنود للخطر واستنزاف موارد الجيش في مواجهة تهديدات إقليمية أخرى مثل لبنان وإيران.
- إقامة سلطة فلسطينية معتدلة بدعم دولي وعربي: أشار التقرير إلى أن هذا الخيار قد يواجه تحفظات إسرائيلية بسبب إمكانية اندماج حركة حماس في مؤسسات السلطة، مما يمنحها شرعية دولية بدلًا من تقويض نفوذها.
أخطار استمرار سيطرة حماس
وحذر التقرير من أن استمرار حركة حماس سلطة فعلية في غزة يُعَد “كارثيًّا” بالنسبة لإسرائيل، إذ يعزز رواية النصر لدى الحركة ويكرّس ثقافة المقاومة في أوساط الفلسطينيين، فضلًا عن تهديد الأمن الإسرائيلي، خصوصًا في مناطق النقب الغربي التي قد يعزف سكانها عن العودة إليها بعد الحرب.
وتناول التقرير الدور المتزايد لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في صياغة سياسات المنطقة، مشيرًا إلى أن رؤية الإدارة الأمريكية تهدف إلى احتواء النفوذ الإيراني والصيني، ودفع إسرائيل إلى إعادة النظر في استراتيجياتها بشأن غزة بما يتماشى مع المصالح الأمريكية.
وأكد التقرير أن السياسات الأمريكية تضيّق مساحة المناورة الدبلوماسية أمام إسرائيل، وتزيد من اعتمادها على الإملاءات الخارجية.
الوضع الإنساني المتردي في غزة
ووصف التقرير الوضع الإنساني في غزة بأنه وصل إلى حافة الانهيار، مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية بما في ذلك الكهرباء والمياه والصحة والمواصلات، ما يجعل القطاع “غير صالح لعيش البشر”.
وحذر من أن “استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تصاعد قوى الراديكالية وانفجار النزاعات الداخلية، مما يهدد الأمن الإقليمي بأسره”.
وخلص التقرير إلى أن إسرائيل تواجه مأزقًا معقدًا في التعامل مع غزة، في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية وتدهور الأوضاع الإنسانية داخل القطاع.
وأكد أن الطريق نحو “اليوم التالي” في غزة لا يزال غامضًا ومفتوحًا على احتمالات صعبة.