العفو الدولية تطالب بحظر توريد السلاح للسودان والصحة العالمية تحذر من ملايين الجوعى والمرضى

طالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض حظر شامل على توريد الأسلحة في جميع أنحاء السودان مع دخول الحرب عامها الثالث.
وقالت العفو الدولية في بيان، بمناسبة الذكرى السنوية لاندلاع الحرب في السودان، إن عدم فرض مجلس الأمن حظرًا على توريد الأسلحة في السودان أتاح استمرار تدفق السلاح، وهو بمنزلة “الوقود الذي أدى إلى استمرار الجرائم” التي ارتُكبت خلال الصراع القائم في البلاد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعامان على كابوس الحرب في السودان.. الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية غير مسبوقة
لواء متقاعد يكشف دور المقاومة الشعبية في مساندة الجيش مع دخول حرب السودان عامها الثالث (فيديو)
الجيش السوداني يعلن مقتل أعداد كبيرة من قوات الدعم السريع بالفاشر
وأضاف بيان المنظمة الدولية “على مدار العامين الماضيين، ارتكبت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وحلفاؤها جرائم فظيعة، شملت عنفًا جنسيًّا ضد النساء والفتيات، وتعذيبًا وتجويعًا للمدنيين، واعتقالًا وقتلًا، وقصفًا للأسواق ومخيمات النازحين والمستشفيات”، وكلها أفعال “تُعَد من جرائم الحرب”، وفق المنظمة.
“يوم عار”
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أنها أجرت تحقيقًا جديدًا خلص إلى أن “قوات الدعم السريع ارتكبت أعمال عنف جنسي واسعة النطاق، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والعبودية الجنسية، التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية”.
ووصفت المنظمة يوم الذكرى السنوية للحرب في السودان بأنه “يوم عار. فهو عار على الجناة من طرفَي الصراع المروع الذين تسببوا في معاناة لا توصف للمدنيين، وعار على العالم الذي أدار ظهره للسودان وهو يحترق، وعار على البُلدان التي ما زالت تؤجج نيران هذا الصراع”، وفق وصف المنظمة الدولية.
“ملايين الجوعى والمرضى”
وفي السياق ذاته، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن “الصراع المميت المستمر منذ عامين في السودان خلَّف ملايين السودانيين جوعى ومصابين ومرضى ومن دون مأوى”، حسب وصفه.
The two years of a deadly conflict in #Sudan have left millions of Sudanese people hungry, injured, sick and without homes.
Last summer, I visited Port Sudan, and the Adré crossing in Chad where Sudanese mothers and children are seeking refuge. Their sadness and despair still… pic.twitter.com/8sDD6FrcVV
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) April 15, 2025
وأضاف غيبريسوس، في منشور على منصة إكس الثلاثاء، أنه زار الصيف الماضي مدينة بورتسودان، وأحد المعابر التي تلجأ إليها الأمهات والأطفال النازحون من السودان إلى تشاد، قائلًا “مشاهد الحزن واليأس التي شاهدتها ما زالت تلاحقني حتى اليوم”.
وأشار إلى أنه رغم انعدام الأمن وصعوبة إيصال المساعدات “تسعى منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بلا كلل لإيصال المساعدات الإنسانية والصحية إلى أكبر عدد ممكن من الناس، لكنها غير كافية”.
وأكد غيبريسوس أن الشعب السوداني بحاجة إلى السلام، مضيفًا أن “أفضل دواء هو السلام”، حسب قوله.
اليونيسف: 15 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة
ومن جانبها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن عدد الأطفال المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في السودان قد تضاعف من 7.8 ملايين طفل في بداية عام 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم.
ودعت المنظمة الدولية في بيان، الثلاثاء، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لأن الوضع المتردي “قد يتحول إلى كارثة أكبر”.

وأضافت اليونيسف في بيانها “عنف الأطراف ضد الأطفال والجوع والمرض آخذ في التصاعد”.
وأكد برنامج الغذاء العالمي انتشار المجاعة في 10 مواقع في السودان، مشيرًا إلى إمكانية انتشارها بشكل أوسع، مما يعرّض الملايين لخطر المجاعة.
وتسببت الحرب، التي اندلعت في 15 إبريل/نيسان 2023، في نزوح نحو 13 مليون شخص من ديارهم، ولجأ 4 ملايين منهم إلى الدول المجاورة.
ووفق أسوشيتد برس، سُجل مقتل نحو 20 ألف شخص، لكن العدد الحقيقي للقتلى ربما يكون أعلى بكثير من هذا الرقم.