شركة “إنفيديا” العملاقة تتعرض لضربة قوية مع تصاعد الحرب التجارية بين ترامب والصين

المدير التنفيذي لإنفيديا جينسينغ هوانغ يعرض أحدث منتجاتها في مؤتمر للتكنولوجيا في مارس الماضي
المدير التنفيذي لإنفيديا جينسينغ هوانغ يعرض أحدث منتجاتها في مؤتمر للتكنولوجيا في مارس الماضي (رويترز)

أفادت صحيفة “فايناشال تايمز”، الأربعاء، أن شركة “إنفيديا” العملاقة فوجئت بالقيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شريحة الذكاء الاصطناعي الأكثر مبيعا في الصين، وذلك في إطار تصعيد الحرب التجارية مع بيجين، الأمر الذي سبب أضرارا واسعة للشركة وعملائها.

وكشفت شركة “إنفيديا” المتخصصة في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 2.7 تريليون دولار، أنها ستواجه زيادة في النفقات بقيمة 5.5 مليارات دولار بسبب القيود التي فرضتها الإدارة الأمريكية على مبيعاتها إلى الصين، فيما قدر خبراء أن هذه التكاليف الإضافية قد تصل إلى 10 مليارات دولار.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين أن مديري شركة “إنفيديا” كانوا يعتقدون أن وحدة تشغيل الرسوم “أتش 20″، وهي إحدى شرائح الذكاء الاصطناعي، لا تتطلب الحصول على رخصة من السلطات الأمريكية لتصديرها إلى الصين.

وتراجع سهم “إنفيديا” في بورصة نيويورك بنهاية معاملات الأربعاء بنسبة 6.9% بعد أن أعلنت الشركة أن الحكومة الأمريكية تفرض قيودا على صادرات رقائقها إلى الصين، بدعوى الخوف من استخدام بيجين لهذه الرقائق في إنتاج كمبيوتر فائق القوة.

اجتماع مع ترامب

وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادرها، أنه بعد اجتماع مديرين تنفيذيين بالشركة مع الرئيس الأمريكي في مقر إقامته في فلوريدا في وقت سابق من هذا الشهر، كانوا يعتقدون أنهم في مأمن من قيود إضافية على مبيعاتهم للصين.

رسوم ترامب ألحقت أضرارا بشركات أمريكية عملاقة
رسوم ترامب ألحقت أضرارا بشركات أمريكية عملاقة (رويترز)

وأوضحت الصحيفة أن “خطة الشركة لاستثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة أثارت إعجاب الرئيس”، ما عزز ثقة مديري الشركة بأن منتجاتهم لن تتعرض لقيود إضافية من قبل إدارة ترامب.

ومن ثم، أخبرت “أنفيديا” كبار عملائها في الصين، ومن بينهم شركة “علي بابا” العملاقة، أنه لن يتم فرض قيود إضافية على مبيعات وحدة تشغيل الرسوم “أتش 20”.

ثم فوجئت شركة “إنفيديا” بقرار ترامب بفرض قيود صارمة على تصدير وحدة التشغيل “أتش 20″، وهو المنتج الذي اعتمدت عليه مجموعة من الشركات الصينية لتطوير نموذج لغوي خاص بها.

وذكرت الصحيفة أن طلب الشركة الصينية على وحدات “أتش 20” ارتفع بسرعة، بعد نجاح تطبيق “ديب سيك” للذكاء الاصطناعي، الأمر الذي دفع الشركات الصينية للتعاقد على مبيعات بقيمة 17 مليار دولار من وحدات “أتش 20” من “إنفيديا”.

ونقلت الصحيفة عن أحد مصادرها أن ارتفاع التكلفة بقيمة 5.5 مليارات دولار، حسب ما أعلنت “إنفيديا”، يرجع لارتفاع تكلفة المواد اللازمة لإنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي، وغرامات من الشركات الصينية لعدم الالتزام بشروط التعاقد.

تأثير أشد ضررا

وأضاف هذا المصدر للصحيفة أنه يتوقع خسائر أوسع لشركة “أنفيديا”، بسبب القيود على صادراتها للصين، قد تصل إلى 10 مليارات دولار.

غير أن التأثير الأشد ضررا في شركة “إنفيديا” هو أن شركات التكنولوجيا العملاقة في الصين تتسابق لإنتاج بديل لوحدة التشغيل “أتش 20″، بسبب القيود التي فرضها ترامب، وتصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبيجين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القيود قد تساعد شركات صينية، خاصة شركة “هواوي”، على زيادة مبيعاتها من أشباه الموصلات المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي لتكون بديلا لمنتجات “إنفيديا”، ما سيضعف الطلب على منتجات الشركة الأمريكية مستقبلا.

يذكر أن شركة “إنفيديا” هي ثالث أكبر الشركات الأمريكية من حيث القيمة السوقية بعد كل من شركتي “آبل” و”مايكروسوفت”.

المصدر : أسوشيتد برس + فايننشال تايمز

إعلان