ما هو الاحتباس الحراري؟ أسبابه وآثاره في الأرض وحياة البشر

ترمومتر في حقل زراعي يعاني من جفاف التربة (غيتي)

يشكل الاحتباس الحراري أحد أبرز التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، إذ يشهد العالم منذ عقود تغيرات مناخية كبيرة تؤثر في البيئة، والحياة اليومية للناس بشكل متزايد، وتستدعي تحركات عالمية عاجلة لاحتواء آثارها المدمرة.

ما هو الاحتباس الحراري؟

يُعرف الاحتباس الحراري بأنه ارتفاع تدريجي في متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بسبب تراكم الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، التي تحبس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي، وتمنعها من العودة إلى الفضاء، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وفقا لما ذكرته وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

الصورة تجسد التباين بين نصف يزدهر بالخضرة والنصف الآخر يشكو من التربة المتشققة والجفاف، مما يعكس تأثير التغير المناخي والاحتباس الحراري في مستقبل الكوكب. (غيتي)

ما هي أبرز أسباب الاحتباس الحراري؟

تعد الأنشطة البشرية السبب الرئيس لظاهرة الاحتباس الحراري، ومن أبرز هذه الأنشطة:

  • حرق الوقود الأحفوري كالنفط والفحم والغاز الطبيعي، لاستخدامها في توليد الطاقة والصناعات المختلفة ووسائل النقل، وفقا للأمم المتحدة.
  • إزالة الغابات بشكل واسع، الأمر الذي يقلل من قدرة الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ويسهم في زيادة تركيزه بالغلاف الجوي.
  • الأنشطة الزراعية المكثفة التي تؤدي إلى انبعاث غازات مثل الميثان وأكسيد النيتروز من خلال تربية المواشي واستخدام الأسمدة.

كيف يحدث الاحتباس الحراري؟

تعمل الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي مثل طبقة عازلة تحبس الحرارة القادمة من الشمس وتمنع تسربها إلى الفضاء، مما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجات حرارة الأرض، ويشبّه العلماء هذه العملية بغطاء سميك يزيد من حرارة الكوكب، وفقا لـ(ناسا).

ما هي الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري؟

تشمل أهم الغازات التي تسهم بشكل كبير في الاحتباس الحراري:

  • ثاني أكسيد الكربون (CO₂) الناتج من حرق الوقود الأحفوري.
  • الميثان (CH₄) المنبعث من النشاط الزراعي والصناعي.
  • أكسيد النيتروز (N₂O) الناتج عن استخدام الأسمدة.
  • الغازات الفلورية المستخدمة في عمليات صناعية متنوعة، بحسب الأمم المتحدة.
    الشمس الحارقة وانبعاثات الحرق ترفع درجة حرارة الأرض (غيتي)

ما هي آثار الاحتباس الحراري في البيئة؟

تسبب هذه الظاهرة آثارًا واسعة النطاق على البيئة، من بينها:

  • ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد في المناطق القطبية والأنهار الجليدية، مما يعرض المناطق الساحلية للغرق.
  • زيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات، والأعاصير الشديدة، والجفاف الذي يؤدي إلى التصحر، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
  • تدهور كبير في التنوع الحيوي نتيجة فقدان العديد من الأنواع قدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية السريعة.

كيف يؤثر الاحتباس الحراري في صحة الإنسان؟

تؤكد التقارير والدراسات العلمية أن الاحتباس الحراري يؤثر بشكل مباشر في صحة الإنسان من خلال:

  • زيادة معدلات موجات الحر الشديدة وما يرافقها من مخاطر صحية مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري.
  • تفشي الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الضنك بسبب توسع المناطق الجغرافية المناسبة لتكاثر البعوض وغيره من الحشرات الناقلة للأمراض.
  • نقص المياه والغذاء نتيجة الجفاف وتدهور الإنتاج الزراعي، مما يهدد الأمن الغذائي العالمي.
صورة الكرة الأرضية في أحد جوانبها تظهر ملتهبة للإشارة على ارتفاع درجات الحرارة (غيتي)

ما الفرق بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟

يعد الاحتباس الحراري جزءًا من مفهوم تغير المناخ، إذ يشير إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح الأرض. في المقابل، يشمل تغير المناخ تغييرات أشمل في الأنماط المناخية العالمية مثل التغير في كميات الأمطار وتواتر الأحداث الجوية المتطرفة.

ما هي الدول الأكثر مساهمة في انبعاثات الغازات الدفيئة؟

وفقا للأمم المتحدة، تتصدر دول عدة قائمة المساهمين في انبعاثات الغازات الدفيئة، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي وروسيا والبرازيل، وهذه الدول مجتمعة مسؤولة عن أكثر من نصف الانبعاثات العالمية.

لصورة تُظهر محطة توليد طاقة تعمل بالفحم، حيث ينبعث الدخان بشكل كثيف في السماء، مما يعكس الدور الكبير لحرق الوقود الأحفوري في زيادة انبعاثات الكربون التي تقود الاحتباس الحراري وتغير المناخ عالميًا (غيتي)

ما هي الحلول الممكنة لمواجهة الاحتباس الحراري؟

لمواجهة هذه الظاهرة الخطرة، تبرز حلول عدة ممكنة أهمها:

  • الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.
  • تطبيق ممارسات الزراعة المستدامة والحفاظ على الغطاء النباتي والغابات للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
  • الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية كاتفاقية باريس للمناخ التي تهدف لتخفيض الانبعاثات بشكل كبير خلال العقود القادمة.

تشدد التقارير العلمية الدولية على ضرورة خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030، والوصول إلى هدف انبعاثات صفرية بحلول 2050 لتفادي الآثار المدمرة التي قد تترتب على ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية، مما يضمن مستقبلًا مستدامًا للأجيال القادمة، كما تقول “بي بي سي“.

وتستدعي هذه التحديات تحركات منسقة على مستوى الدول، وزيادة الوعي البيئي لدى الأفراد للحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة المتصاعدة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان