ناشطة فرنسية يهودية تكشف الترهيب الذي يتعرض له داعمو فلسطين في فرنسا (فيديو)

لا تقتصر الأصوات الأوروبية المناهضة لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة على العرب والمسلمين في الغرب، فهناك الكثير من الأوروبيين، ومنهم يهود أوروبيون، أعلنوا معارضتهم للحرب، وأدانوا تواطؤ الحكومات الأوروبية مع الإبادة الإسرائيلية، ومن بينهم الناشطة الفرنسية جيرالدين هورنبرغ.
وقالت هورنبرغ، الناشطة في جمعية “الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام”، للجزيرة مباشر إنها تشعر بغضب شديد حيال بلادها، لأن فرنسا كان بإمكانها عبر العقوبات أن توقف، أو على الأقل أن تدفع الدول الأوروبية الأخرى، إلى وقف “المذبحة” في قطاع غزة، لكنها لم تفعل شيئًا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsماكرون يدعو لنزع سلاح حماس وإقصائها وإصلاح السلطة الفلسطينية.. وأبو مازن يعلن الاستعداد لتسلّم غزة
ماكرون لنتنياهو: وقف إطلاق النار السبيل الوحيد للإفراج عن الأسرى
في رحلة استثنائية.. حجاج إسبان يصلون على ظهور الخيول لسوريا في طريقهم إلى مكة (فيديو)
وأشارت هورنبرغ، التي وصفت سابقًا العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه “جريمة القرن”، إلى أن فرنسا مسؤولة من وجهة نظر القانون الدولي عما يحدث في غزة، إذ فرضت محكمة العدل الدولية على إسرائيل القيام بالتدابير اللازمة لتجنب الإبادة، ويجب على فرنسا، بصفتها دولة مُوقعة على الاتفاقيات الرئيسية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أن تقوم بدورها في حماية الشعب الفلسطيني.

التوجه للاعتراف بدولة فلسطين
وتعليقًا على نية ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين في يونيو/حزيران المقبل، قالت هورنبرغ “يبدو وكأنه أدرك للتو ما كان يحدث منذ أكثر من 17 شهرًا. السؤال الذي نود أن نسأله هو: هل سيبقى فلسطينيون أو غزيون في ظل ما يحدث هناك؟”.
وعلَّقت هورنبرغ على انتقاد عدد من الشخصيات البارزة في فرنسا لموقفها الداعم لفلسطين، مثل النائبة ماتيلد بانو والمفكر فرانسوا بورغا، بقولها “هناك أمور كثيرة من هذا القبيل تحدث في فرنسا الآن، ونحن نعلم من هم المستهدَفون الرئيسيون بهذه الحملة القمعية، لمجرد دعمهم للقضية الفلسطينية”.
غياب متعمَّد في الإعلام الفرنسي
وعن أوضاع يهود فرنسا المناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة، قالت هورنبرغ “غيابنا عن الإعلام الفرنسي أمر متعمَّد، لأن خطابنا يتعارض مع الروايتين الفرنسية والإسرائيلية”.

وأضافت “إسرائيل تضع نفسها مدافعة عن كل اليهود في جميع أنحاء العالم. وفي المقابل، يأتي خطابنا لإحباط هذه الرواية، وهذا من شأنه أن يضع العراقيل في وجه الحكومتين الفرنسية والإسرائيلية، ولهذا السبب لا يُمنح لنا سوى القليل جدًّا من الحق في إبداء الرأي، أو عمليًّا لا يُمنح لنا هذا الحق على الإطلاق”.
وعن التهديدات التي يواجهها معارضو الحرب الإسرائيلية، أوضحت هورنبرغ “لدينا منظمات تدعم الحكومة الإسرائيلية علنًا، وترسل رسائل، وتُجري مكالمات هاتفية تتضمن تهديدات”.
وتابعت “تلقى بعض الرفاق رسائل على أبواب شققهم، ويعني ذلك أن العناوين يجري مشاركتها. ولدينا موقع في باريس وُضعت عليه علامة مرتين. تُستخدم التهديدات والمضايقات وسيلة ترهيب لإسكاتنا، وفوق كل ذلك لتشويه مواقفنا السياسية”.
مقترح قانون “معاداة السامية”
وعن القانون الذي اقترحه مجلس الشيوخ الفرنسي لمكافحة “معاداة السامية”، علَّقت هورنبرغ قائلة “إنه يتحدث عن مكافحة ملامح معاداة السامية، التي تشبه إلى حد ما مكافحة ملامح الجهاد، وهي أمور لا تعتمد على أي حقائق”.
وأشارت إلى أن “ما لا يدركه هؤلاء السياسيون هو أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة معاداة السامية. إنه معيار مزدوج، لذا فالأمر كارثي”.
يُذكر أن أغلبية العواصم الأوروبية، ومنها باريس، شهدت مظاهرات تندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدت الإنسانية لأهالي القطاع.
وخلَّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 116 ألف جريح، ودمارًا هائلًا في منازل القطاع وبنيته الأساسية.