الأسير المحرر محمد أبو طويلة يكشف عن تعذيبه بمواد كيميائية في سجون الاحتلال (فيديو)

لا يزال الأسير الفلسطيني المحرر محمد أبو طويلة (29 عامًا)، يحمل آثارا لا تُمحى على جسده، خلّفها تعذيب إسرائيلي وحشي باستخدام مواد كيميائية امتد لأشهر داخل سجون الاحتلال.
واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي محمد أبو طويلة، من إحدى البنايات المجاورة لمستشفى الشفاء عندما اقتحمها في مارس/آذار 2024، وأخضعه لتعذيب ميداني في غزة قبل أن ينقله لسجن “سدي تيمان” سيء السمعة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنحو 50 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر الجمعة (فيديو)
“مقترح التهجير ليس له قيمة”.. أردوغان: العالم الإسلامي لم يقم بالمطلوب منه حيال غزة (فيديو)
ناشطة فرنسية يهودية تكشف الترهيب الذي يتعرض له داعمو فلسطين في فرنسا (فيديو)
وروى الأسير المحرر عددا من الانتهاكات التي تعرض لها في إحدى جلسات التحقيق بالسجن قائلا “سكب الجنود الإسرائيليون على جسدي مواد كيميائية حارقة مثل الكلور ومياه النار (حمض الكبريتيك)، واستخدموا العطر لإشعال النار بجسدي دون أي اعتبار للإنسانية. كانت النيران تشتعل على جلدي والدخان يتصاعد مني”.
أشكال من التعذيب
وظل الأسير المحرر يتنقل لستة أشهر مقيد العينين واليدين بين غرف متنقلة حديدية للتعذيب، دون طعام أو دواء، ودون تعرضه للشمس، حتى صار جسده لا يحتمل الحرارة، وعيناه ترتجفان من الضوء، على حد قوله.
ويعاني أبو طويلة، وهو من سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، من الآثار الصحية للتعذيب الذي تعرض له داخل السجن الإسرائيلي، حيث تسبب بفقدانه البصر في عينه اليسرى وإصابته بحروق شديدة.
ونُقل أبو طويلة، بعد سجن “سدي تيمان”، لسجون عدة، منها سجن عوفر والرملة، ثم عاد لسجن عوفر ليقضي شهورا طويلة هناك، قبل الإفراج عنه في 15 فبراير/شباط 2025، ضمن صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ويعد أبو طويلة واحدا من مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتعرضوا لإخفاء قسري لدى الاحتلال، وعانوا من أشكال شديدة من التعذيب، أكدتها مراكز حقوقية فلسطينية.

ليست نهاية الأوجاع
غير أن لحظة الإفراج لم تكن نهاية أوجاع أبو طويلة، بل بداية فصل جديد من المعاناة اليومية، فآثار التعذيب لا تزال محفورة في جسده، والحياة في الخارج لم تكن أقل قسوة.
ووصف أبو طويلة معاناته قائلا “خرجت من السجن وأنا أعاني من إصابة في عيني، وحروق منتشرة على جسدي. لا أستطيع المشي في الأجواء الحارة، ولا أتحمّل ضوء الشمس”.
وكان أبو طويلة يعمل مهندسا ميكانيكيا في مدينة غزة، لكنه وجد نفسه عاجزا عن العمل بعد الإفراج عنه، بفعل أمراضه وبفعل حالة الحرب المستمرة على القطاع.
وتجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية 9 آلاف و900 أسير، حتى مطلع إبريل/نيسان 2025 بينهم 3 آلاف و498 معتقلا إداريا محتجزا دون تهمة أو محاكمة، وما لا يقل عن 400 طفل، و27 أسيرة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
يذكر أن عدد الأسرى الفلسطينيين قبل شن الاحتلال حرب الإبادة على غزة يصل إلى نصف هذا العدد.
وخلَّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 116 ألف جريح، ودمارًا هائلًا في منازل القطاع وبنيته الأساسية.