لا غاز ولا وقود لطهي الطعام إذا توفر.. معاناة تفاقم مأساة أهالي قطاع غزة (فيديو)

مع تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف إنسانية مأساوية، تفاقمت بفعل غياب غاز الطهي والوقود، حتى بات إعداد وجبة طعام، أو تسخين الماء، مهمة شبه مستحيلة.

وبات سكان غزة مجبرون على إشعال النيران من النفايات المنزلية وبقايا البلاستيك والأوراق، لطهو القليل من الطعام المتوفر.

وقالت وفاء أحمد شلوف، نازحة من رفح إلى ملعب شباب خان يونس وسط المدينة جنوبي القطاع، للجزيرة مباشر “الوضع عندنا مأساوي، وما زاده صعوبة هو عدم وجود الغاز. أصبحنا في أغلب الوقت نحضر وجباتنا من تكايا الطعام، لأنه أصلًا لا يوجد الكثير من الغذاء في السوق بسبب إغلاق المعابر”.

بحسرة تحدثت وفاء عن ألمها، بسبب عدم قدرتها على توفير المأكولات جميعها التي يتمناها أطفالها، قائلة “أعاني كثيرا عندما يطلب أطفالي أكلات تتطلب وقتا طويلا للطهي على الغاز، وهذا غير متوافر، أبكي ويبكي أطفالي لأنني لا أستطيع أن أطهو لهم ما يريدون”.

محرومون من الطهي

وأكدت وفاء أنها وعائلتها يُحرمون من الطهي في أيام المنخفض الجوي، بسبب المطر والريح، قائلة “يوم ما يكون في مطر ما بقدر أولع النار، لأنه الخشب والكرتون بتكون مبلولة، يعني أيام آخر شتوية غرقنا والمية غرّقت الخيمة كلها”.

كما أوضحت وفاء أنها اضطرت إلى استبدال غاز الطهي بالحطب والورق والكرتون، لكنها تواجه صعوبة كبيرة، إذ إن هذه المواد لا تساعدها في طهي الطعام بشكل جيد، وتنطفئ بسرعة.

وأضافت بحسرة أن أطفالها الصغار يضطرون للذهاب يوميًا للبحث عن الورق والكرتون من الشوارع، لاستخدامها كبديل للغاز.

ويعمد كثير من السكان إلى استخدام مواد بلاستيكية في إشعال النار، ما يفاقم من المخاطر الصحية على الجهاز التنفسي، فالأدخنة الناتجة عن حرق النايلون والبلاستيك تنبعث منها غازات سامة تسبب أمراضًا تنفسية حادة.

ووصفت وفاء كيف تستنشق هي وأسرتها الدخان الضار الذي ينتج عن إشعال النفايات والبلاستيك، الأمر الذي سبب لها أزمات في التنفس ومشكلات في الصدر.

وخلّف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 114 ألف جريح، ودمارًا هائلًا في منازل القطاع، وأجبر أغلب السكان على النزوح من منازلهم إلى مخيمات الإيواء حيث يواجهون نقصا حادا في الغذاء والماء والدواء، ويعيشون في أوضاع بالغة الصعوبة.