جيش الاحتلال ينشر نتائج التحقيق في “مجزرة المسعفين” برفح

أقرَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤوليته عن اغتيال 15 فلسطينيًا، بينهم طواقم طبية، خلال عملية عسكرية نفذها في جنوب قطاع غزة في 23 مارس/آذار الماضي، عرفت إعلاميا بـ”مجزرة المسعفين”.
وأعلن جيش الاحتلال نتائج تحقيق داخلي أجراه في واقعة استهداف الطواقم الطبية والمسعفين بمدينة رفح الفلسطينية، مبينًا أن العملية شهدت “أخطاءً ميدانية” وتقصيرًا في الإبلاغ، بحسب ما جاء في بيان رسمي للجيش، اليوم الأحد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإجراء طارئ أنقذ عيدان ألكسندر من الموت خنقا.. كيف منع قائد قسامي تسرب الغازات السامة تحت عمق الأرض؟
شاهد: طفل غزي يبتهج بالحصول على ربطة خبز وسط المجاعة في القطاع
“الأطفال يعلمون جيش إسرائيل سياسة الابتزاز”.. الأب مانويل مسلم يحذر من 3 أمور (شاهد)
وأشارت نتائج التحقيق إلى أن القوة الإسرائيلية كانت تنفذ “مهمة نوعية” ونصبت كمينًا لاستهداف عناصر من حركة حماس، إلا أن “سوء تقدير ميداني” أدى إلى إطلاق النار على طواقم إنقاذ ومركبة تابعة للأمم المتحدة.
ثلاثة أحداث متتالية
وزعم التقرير أن ثلاثة أحداث متتالية وقعت في تلك الليلة، بدأت بإطلاق النار على مركبة اشتُبه بأنها تابعة لحماس، تبعتها غارة على مركبات إطفاء وإسعاف اقتربت من موقع الكمين، ثم استهداف مركبة فلسطينية تابعة للأمم المتحدة.
وأضافت نتائج التحقيق أن قائد القوة الميدانية اعتقد أن المركبات جاءت لدعم “مخربين” سابقين، وأطلق النار بسبب “خطر مباشر شعرت به القوة”، ولم يتضح أنها طواقم إسعاف إلا بعد عملية التمشيط.
وأكد جيش الاحتلال أنه لا أدلة على تنفيذ عمليات إعدام ميدانية أو تكبيل للضحايا، واصفًا ما تردد في هذا السياق بأنه “افتراءات”.
ووفقًا للتحقيق، قرر رئيس الأركان إعفاء نائب قائد الوحدة الخاصة في لواء غولاني من منصبه بسبب مسؤوليته الميدانية عن الحادث، وتقديمه تقريرًا غير دقيق لاحقًا. كما جرى توجيه ملاحظة رسمية لقائد اللواء 14 لدوره في الإعداد الميداني وسوء إدارة المرحلة اللاحقة.
سحق المركبات
وأكد جيش الاحتلال أن قرار سحق المركبات لاحقًا كان خاطئًا، في حين اعتبر قرار إزالة الجثامين “معقولًا” في ظل الظروف، مشيرًا إلى أن الواقعة لم يُحاول التستر عليها، وتمت مناقشتها مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة.
وأشارت نتائج التحقيق إلى أن ستة من الشهداء الفلسطينيين وُصفوا بأنهم عناصر في حماس، فيما اعتُبر الباقون من المدنيين.

اعتذار الجيش
وعبَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي في ختام نتائج التحقيق عن “أسفه لإصابة أشخاص غير متورطين”، مشيرًا إلى أن التحقيق أُجري أيضًا بهدف التعلم وتقليل احتمال وقوع أحداث مماثلة في المستقبل.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد نشرت مقطع فيديو أظهر اللحظات الأولى لاستهداف الطواقم الطبية والإغاثية التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح قبل أسبوعين، وأدى إلى إعدام ميداني لـ14 من طواقم الإسعاف والدفاع المدني.
وبحسب الفيديو الذي نشرته الصحيفة، والذي صوره أحد المسعفين وعُثر عليه في المقبرة الجماعية، كانت سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء تتحرك وهي تحمل علامات واضحة تدل على أنها تابعة للإسعاف وطواقم الإغاثة، وكانت أضواء إشارات الطوارئ مضاءة عندما أطلق الجنود الإسرائيليون وابلًا من النيران عليها.