رئيس البعثة الأممية لتقصي الحقائق بالسودان: استهداف المدنيين سياسة منظمة ومتعمدة من قبل قوات الدعم السريع (فيديو)

آلاف المدنيين أجبروا على النزوح من معسكر زمزم نتيجة هجمات الدعم السريع
آلاف المدنيين أُجبروا على النزوح من معسكر زمزم نتيجة هجمات الدعم السريع (رويترز)

قال محمد عثمان شاندي، رئيس البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان، إن “الانتهاكات في مخيم زمزم للنازحين بالفاشر ترقى إلى جرائم الحرب”.

واضاف شاندي، في مقابلة اليوم الثلاثاء مع الجزيرة مباشر، أن “تقارير المنظمات غير الحكومية أوضحت أن معسكر زمزم شهد عمليات إعدام للمدنيين وقصفا مدفعيا واعتداء على العاملين في المنشآت الصحية”.

واشار إلى أن “بعض العاملين في المؤسسات الصحية تمكنوا من الهروب في ظروف قاسية، واستمعنا لشهادات بعضهم”.

“كارثة على المدنيين”

وأكد شاندي أن “الحرب في السودان تسببت في تداعيات كارثية على المدنيين”، موضحا أن “قوات الدعم السريع ارتكبت القدر الأكبر من الانتهاكات ضد المدنيين، والتي ترقى إلى جرائم حرب”.

وتابع شاندي قائلا “استهداف المدنيين سياسة منظمة ومتعمدة من قبل ميلشيات الدعم السريع”.

وأوضح شاندي أن “القصف المتبادل بين الجيش والدعم السريع أدى إلى تدمير نحو 150 مستشفى ومؤسسة طبية”.

ووصف الوضع القائم في السودان، بعد أكثر من عامين من الصراع، بأنه “للأسف كارثي على المدنيين وهو أمر مثير بشدة للقلق”، موضحا أن “هناك استهداف متعمد للمدنيين من قبل طرفي القتال”.

“زواج بالقوة واستعباد جنسي”

وذكر شاندي أن “شهادات الضحايا الذين بقوا على قيد الحياة أكدت أن قوات الدعم السريع مارست الاعتداءات على أساس العرق والدين واستخدمتها كأدوات للحرب، علاوة على الزواج بالقوة بالغصب والاستعباد الجنسي، حتى للأطفال وكبار السن”، ووصفها بأنها “أمور فظيعة ومؤلمة جدا، وتسبب صدمات نفسية وخيمة”.

وشدد على أن “كل هذه الانتهاكات تتطلب المسآلة ولذلك نتعاون مع المحكمة الجنائية”.

ومن بين هذه الانتهاكات، وفق وصف شاندي، “استخدام مجندين تحت 15 سنة وجرائم الاغتصاب للنساء والأطفال وابتزازهم باغتصابهم مقابل تقديم الطعام لمن يعانون التجويع”.

استهداف المدنيين سياسة ممنهجة لقوات الدعم السريع وفق لجنة التحقيق الأممية
استهداف المدنيين سياسة ممنهجة لقوات الدعم السريع وفق لجنة التحقيق الأممية (رويترز)

آلية التوثيق

وعن آلية توثيق جرائم الحرب، قال شاندي إن لجنة التحقيق “تستخدم أفضل الأساليب للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بالتعاون مع مصادر محايدة وشهادات الضحايا وتقارير المجتمع المدني”.

وضرب مثلا بالعدد الكبير من تقارير المنظمات غير الحكومية التي تلقتها اللجنة، والتي بلغ عددها 710 تقارير، علاوة على مقابلات مع الضحايا وجها لوجه والاستماع لشهاداتهم المباشرة.

وأشاد شاندي بتعاون حكومة تشاد وأوغندا مع لجنة التحقيق ومساعدتها في الاتصال مع الضحايا في مخيمات اللاجئين.

وأكد شاندي أن “المحكمة الجنائية الدولية منفتحة لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب في دارفور”.

وأوضح أن “جمع الشهادات والأدلة على الانتهاكات التي شهدتها معسكرات اللاجئين، والتحدث لشهود عيان هو أمر ضروري لتحقيق العدالة والمسآلة القانونية”.

وأشار إلى ما قاله كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وهو أن “الجيل الجديد (في السودان) يعاني من نفس الجحيم”، وهو “يلخص ما يحدث على أرض الواقع”، وفق وصف شاندي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان