“بعمل كل شيء برجلي”.. يوم في حياة طفل فلسطيني (فيديو)

شرح الطفل الفلسطيني محمود البالغ من العمر 9 سنوات، للجزيرة مباشر، تفاصيل استهدافه وإصابته. وقال “في شهر مارس كنا بالدار والاحتلال رمى علينا مناشير إخلاء، وخلال نزوحنا بالشارع قصفونا بصاروخ”.

وأشار محمود إلى أنه كانت توجد مسافة بينه وبين أهله، وقال “كان في مسافة بيني وبين أهلي يعني بس أنا الي تصاوبت، ولقيت حالي على الأرض فجأة، مش عارف شو صاير”.

ويحكي الطفل محمود حاله بعد الإصابة ويقول “بعمل كل شيء برجلي”.

وفازت صورة الطفل الفلسطيني محمود عجور، بجائزة “أفضل صورة صحفية في العالم” لعام 2025.

“بعمل كل شيء برجلي”

وقال محمود إن إحدى ذراعيه قُطعت في لحظة الاستهداف، وذراعه الأخرى ما زالت مُعلقة، وتحدث: “وأنا مرمي على الأرض لقيت إيدي طارت فوق على العمارة، والإيد الثانية كانت موجودة لسه قبل ما أروح المستشفى، وأول ما شافتني أمي صارت تعيط ما قدرت تستحمل”.

وأشار محمود إلى أن العملية التي خضع لها، تمت تحت مخدر بسيط جدًا، وقال “لما دخلت العملية ما كنت مبنج بكمية كافية، وكنت صاحي خلال العملية، وبترولي أيدي لي كانت معلقة، ودبسوا الجرح في رجلي بالدبابيس، وكل المستشفى كانت سامعة صراخي من كثر الوجع، وكنت خايف بشكل مش طبيعي”.

وبصوت حزين، تحدث محمود عن لحظات خروجه من العمليات، ومعرفته ببتر ذراعيه. وقال إنه لما أفاق وعرف أن يديه قد بترت وكان يتوجع كثيرا، أحس وكأنه في سجن، وقال “أمي كانت تعمل كل شي ومكنتش قادر أساعد حالي”.

صورة الطفل محمود عجور فازت بجائزة “أفضل صورة صحفية في العالم” لعام 2025.

عدم الاستسلام للمحنة

ورغم الألم والعجز، قرر محمود عدم الاستسلام لمحنته، وبدأ يتعلم استخدام قدمه بدلًا من ذراعيه في قضاء احتياجاته اليومية، وقرر أن يتحمل ويصبر.

وقال “قررت أني لازم أصبر، وصرت أتعود على رجليا، وبدأ أتعلم كيف أكتب وأدرس، وألعب، وأعمل كل اشي برجلي، يعني بنفعش تظل نفسيتي سيئة ولازم أستحمل وأقول الحمد لله”.

وتحدث الطفل محمود عن صورته التي فازت بجائزة الصحافة العالمية للعام، وقال إن الصحفية سمر أبو العوف صورته، وإن الصورة عشان تحكي للعالم عن قصته ومعاناته، وقال “بس أنا مكنتش متوقع إنه آلاف يشوفوها، واستغربت أنها فازت”.

وأكد الطفل أن الصورة كانت تمثله وتعبّر عن شعوره بالألم والحزن، وختم محمود حديثه برسالة يناشد العالم بأن لا ينسى قطاع غزة، وأن يستمر في دعمه.

معظم ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة من الأطفال (رويترز)

“حملت أيده لوحدها”

وقالت نور عجور والدة محمود “في أول لحظة حاولت أنقذ محمود، بس إيده اليسار كانت مقطوعة وحملتها لحالها لما نقلنا محمود المستشفى”.

وأضافت قائلة “لما وصلنا المعمداني كانت العمليات كثير أزمة، وظلينا فترة دورنا، لأنه الحالات كانت كثيرة، ولما دخل بتروا يده الثانية، واستغرقت عمليته ساعتين”.

وكان أول ما نطق به محمود هو سؤاله لوالدته “كيف أعانقك؟”، وقالت نور: “لما اشي حكالي إياه بعد ما صحصح، هو كيف بدي أحضنك؟ وكان بعيط كتير كتير”.

وقالت الوالدة إنه أثناء تصوير الصورة الفائزة، كان محمود يعاني من مرض الجدري، وقالت رغم أن الصورة صامتة، إلا أن محمود كان يعاني كثيرا.

وخلال حفل أقيم في العاصمة الهولندية أمستردام، ضمن فعاليات الدورة الثامنة والستين لمسابقة “وورلد برس فوتو” العالمية، التقطت الصورة المصورة الفلسطينية سمر أبو عوف، لصالح صحيفة “نيويورك تايمز”، وتُظهر الطفل محمود بعد فقدانه ذراعيه، إثر قصف إسرائيلي استهدفه خلال فراره مع عائلته في مارس/آذار عام 2024.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان