كاهن الكنيسة الكاثوليكية في غزة يكشف كواليس اتصالات البابا فرنسيس خلال أيام الحرب (فيديو)

كشف رئيس لجنة الطوارئ في الكنيسة الكاثوليكية بغزة، جورج أنطون، أن البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل، كان يتواصل يوميًا مع الكنيسة طوال أيام الحرب الإسرائيلية على غزة للاطمئنان على المسيحيين في القطاع.

وأضاف أنطون، في حديثه للجزيرة مباشر: “نعزي أنفسنا والعالم أجمع في وفاة الرجل الذي كان صوتًا للحق والسلام، ولم يسكت في أي ظرف”.

وتابع “منذ بداية الحرب، كان للبابا فرنسيس اتصال يومي معنا، حتى قبل وفاته بيوم. ظل على تواصل دائم مع رعيته في غزة، ليمنحهم القوة، ويؤكد لهم أنه إلى جانبهم دومًا”.

وأوضح أنطون أن البابا كان يعبّر باستمرار عن قلقه وخوفه على المسيحيين في غزة، كما دافع عن حقوق المظلومين والأبرياء جميعهم، سواء أكانوا مسيحيين أم مسلمين.

تحقيق السلام العادل

وأشار إلى أن بابا الفاتيكان لم يتوقف عن مخاطبة العالم، داعيًا إلى دعم بقاء المسيحيين في أرضهم، وإلى تحقيق السلام العادل في فلسطين.

واختتم جورج أنطون حديثه قائلًا: “نأمل أن يتحقق السلام الذي لطالما نادى به البابا فرنسيس، وكان يتوق إلى رؤيته قبل وفاته”.

وفي السياق ذاته، كشف كاهن كنيسة العائلة المقدسة في غزة، الأب غابرييل رومانيلي، تفاصيل المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جمعته بالبابا فرنسيس قبل وفاته، يوم السبت الماضي.

وأوضح رومانيلي أن آخر رسالة للبابا فرنسيس كانت تكرارًا لدعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: “حتى يوم الأحد الماضي، ومن كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس العالم إلى وقف الحروب، وخاصة هذه الحرب على غزة، وذكّر بالمعاناة هناك، ونادى بالعدالة والسلام لكل المنطقة”.

وأضاف “كان هذا هو آخر دعاء للبابا، وكأنه ألقى للعالم برسالة أخيرة. وأتمنى أن يتلقف رؤساء العالم هذه الرسالة، من أجل إحلال السلام بين فلسطين وإسرائيل، ومن أجل جميع سكان غزة والمنطقة بأسرها”.

ووفقًا لوكالة أخبار الفاتيكان، فقد كان البابا فرنسيس يتواصل يوميًا مع كنيسة العائلة المقدسة في غزة خلال الحرب التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما أجرى اتصالات ليلية منتظمة مع كاهن الكنيسة، الأب جبرائيل رومانيلي، ومساعده الأب يوسف أسعد، حتى أثناء وجوده في المستشفى لتلقي العلاج.

وفي مقابلة أُجريت في مايو/أيار 2024، ذكر البابا أن هذه المكالمات كانت جزءًا من روتينه اليومي، حيث كان يتحدث مساء كل يوم مع رعية الكنيسة في غزة، مستمعًا إلى معاناتهم، ومعبّرًا عن تضامنه الكامل معهم.