مسؤولة في الرابطة الإسلامية ببريطانيا: موجة التضامن مع فلسطين غير مسبوقة وهكذا تعاملت معنا السلطات (فيديو)

في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت بريطانيا حراكًا شعبيًا واسعًا عبّر عن تضامن لافت مع القضية الفلسطينية، من خلال مظاهرات ضخمة شارك فيها مئات الآلاف.

هذا الزخم الشعبي قابله تصعيد من السلطات البريطانية تمثل في سلسلة من الإجراءات الأمنية والقانونية التي استهدفت منظمي هذه الفعاليات.

ومن بين أبرز الشخصيات المشاركة في هذا الحراك، برز اسم رغد التكريتي، رئيس مجلس شورى الرابطة الإسلامية في بريطانيا، التي تم استدعاؤها مؤخرًا من قبل الشرطة البريطانية ضمن سلسلة تحقيقات استهدفت عددًا من قادة الحراك الشعبي المؤيد لفلسطين.

تضامن غير مسبوق

وفي حديث لها مع الجزيرة مباشر، أكدت التكريتي أن الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2023 شكّلت شرارة دفعت نحو موجة تضامن غير مسبوقة في الشارع البريطاني، مشيرة إلى أن أعداد المشاركين في المظاهرات تجاوزت التوقعات.

وقالت التكريتي “نتحدث عن مئات الآلاف في كل مظاهرة، وقد وصلت بعض الفعاليات إلى نصف مليون مشارك. هذا ليس رقمًا سياسيًا بل صرخة ضمير إنساني”، وأضافت: “الجريمة تُبث مباشرة عبر الهواتف المحمولة، الإبادة لم تعد مجرد خبر، بل أصبحت صورة وصوتًا ودموعًا.. وهذا الوعي الجديد غيّر كل المعادلات الإعلامية والسياسية”.

لكنّ هذا الحراك الشعبي قوبل، بحسب التكريتي، برد حكومي تمثل في تضييقات متزايدة، من بينها عرقلة منح التصاريح الأمنية للمظاهرات، واستدعاءات أمنية، بل واتهامات جنائية لبعض قادة الحراك، بينهم شخصيات برلمانية بارزة.

وأوضحت أن السلطات لم تكتفِ بذلك، بل شمل التضييق حتى الجماعات والجهات المتضامنة من غير المسلمين، مثل بعض الناشطين اليهود الذين شاركوا في المسيرات وأكدوا أن توقيت الفعاليات لا يتعارض مع عباداتهم.

وتابعت “هناك يهود يسيرون معنا ويؤكدون أن توقيت المسيرات لا يعارض عباداتهم، وهم معنا في نفس الخندق. لكن يبدو أن الرسالة التي نوجهها لا تُعجب صناع القرار. لم يحدث أي خرق للقانون، ومع ذلك هناك تقييد ممنهج. الشرطة تعلم أننا حركة سلمية، لكن المطلوب هو خنق هذا الصوت لأنه بات مزعجًا”.

مسيرة حاشدة داعمة لغزة في بريطانيا تجاوز عدد المشاركين فيها 250 ألف متظاهر

تصاعد الوعي الشعبي

ورغم هذا التضييق، تؤكد التكريتي أن الرد الشعبي لم يكن بالصمت، بل بتزايد في المشاركة والتنظيم، وقالت: “كلما ازداد القمع، ازدادت عزيمة الناس. هناك وعي متنامٍ بأن ما يحدث في فلسطين ليس قضية خارجية، بل قضية عدالة تمس إنسانية الجميع”.

وأضافت أن “المواطن البريطاني بدأ يرى أن حكومته مسؤولة عن الأزمات التي يعاني منها، داخليًا وخارجيًا، من الاقتصاد إلى السياسة، والآن في دعمها لإسرائيل. وهذا ما يُشعل نار الغضب الشعبي”.

 

وعلى المستوى المؤسسي، أشارت التكريتي إلى أن الرابطة الإسلامية في بريطانيا تواصل تنسيقها مع البرلمان البريطاني ومؤسسات حقوقية دولية للضغط من أجل وقف ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، وأكدت “لن نتوقف حتى تتحقق العدالة، وتتوقف الإبادة، وتتحرر فلسطين”.

منصة للعمل المدني

وحول نشأة الرابطة الإسلامية في بريطانيا، أوضحت التكريتي أن تأسيسها عام 1997 جاء استجابة لحاجة المجتمع المسلم لتمثيل مؤسسي يعكس هويته ومطالبه، لا سيما بعد تبلور الوجود الإسلامي في بريطانيا منذ ستينيات القرن الماضي.

وقالت: “الرابطة لم تكن مجرد واجهة دينية، بل منصة للعمل المدني والسياسي والفكري والاجتماعي. نحن نناصر المظلومين في كل مكان، من فلسطين إلى كشمير، ومن السودان إلى مسلمي الإيغور”.

كما أشارت إلى أن الرابطة لعبت دورًا محوريًا في تحالفات كبرى، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وشاركت في تنظيم مظاهرة “أوقفوا الحرب على العراق” عام 2003، التي قُدّر عدد المشاركين فيها بنحو مليوني شخص، في واحدة من أكبر المظاهرات في تاريخ بريطانيا الحديث.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان