منسق الشؤون الإنسانية بإقليم دارفور: مدينة الفاشر تحولت إلى معسكر كبير للفارين من جرائم الدعم السريع (فيديو)

آلاف النازحين إلى الفاشر يعانون نقصا كبيرا في الدواء والغذاء
آلاف النازحين إلى الفاشر يعانون نقصا كبيرا في الدواء والغذاء (رويترز)

أكد عبد الباقي محمد منسق الشؤون الإنسانية بدارفور أن الوضع الإنساني في الإقليم “سيء للغاية”، وأصبح أكثر تعقيدا في شمال دارفور، “حيث تجاوز مرحلة الخطر ودخل في مرحلة الكارثة”، خاصة بعد هجوم الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين.

وأضاف محمد، في مقابلة اليوم الأربعاء مع الجزيرة مباشر، “أصبح النازحون في مختلف معسكرات الإيواء على مستوى واحد من المعاناة في ظل انعدام الغذاء والإيواء، خاصة أن المساعدات القليلة، التي كانت تصل عبر الإسقاط الجوي للنازحين قد توقفت”.

وتابع قائلا “نتحدث عن مصير أكثر من 500 ألف نازح من معسكر زمزم إلى الفاشر من يوم 11 إبريل/نيسان إلى 16 إبريل الجاري، وأكثر من 300 ألف فرد نزحوا من ريف الفاشر إلى داخل مدينة الفاشر، من حوالي 64 قرية حول المدينة”.

“الفاشر صارت معسكرا للنازحين”

وأوضح محمد أن “عدد النازحين في الفاشر تجاوز المليون فرد، وتحولت إلى معسكر كبير للنازحين الفارين من جرائم الدعم السريع”.

ووصف أوضاع المعيشة في الفاشر بأنها “بالغة السوء”، وأكد أنها بحاجة لتدخل عاجل من قبل المنظمات الدولية.

وقال إن الفارين لم يسلموا من النهب والانتهاكات، ويعانون نقصا حادا في الغذاء والدواء خاصة الأطفال والنساء.

وعن أسباب تردي الأوضاع الإنسانية في الفاشر قال إن “المدينة محاصرة منذ أكثر من سنة، وإن منظمات الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة عاجزة عن توصيل المساعدات للمحاصرين فيها، ما يعد فضيحة للمجتمع الدولي وتحديا كبيرا له”، وفق وصفه.

“الدعم السريع يستخدم سلاح التجويع”

وأشار إلى أن الدعم السريع “يستخدم سلاح التجويع ضد النازحين في الفاشر ومعسكر زمزم، وقام بالهجوم على المعسكر يوم 12 إبريل/نيسان لمنع وصول المساعدات الإنسانية”.

وذكر محمد أن “هناك نقصا شديدا في الغذاء والأدوية المنقذة للحياة في الفاشر جراء حصار قوات الدعم السريع للمدينة”.

الآلاف نزحوا من قرى حول الفاشر إلى المدينة هربا من هجمات الدعم السريع
الآلاف نزحوا من قرى حول الفاشر إلى المدينة هربا من هجمات الدعم السريع (رويترز)

وأوضح محمد أن الهجمات التي تعرضت لها 64 قرية جنوب مدينة الفاشر من قبل قوات الدعم السريع “أجبرت الأهالي على النزوح، وتمكن بعضهم من الوصول إلى الفاشر أو إلى مدينة الطويلة، لكن لا يزال آخرون عالقين يواجهون مصيرا مجهولا”.

ووصف الوضع القائم بقوله إن “هذا النزوح المستمر يوضح عمليات الإحراق التي تتعرض لها القرى حول الفاشر”.

“جرائم حرب بمخيم زمزم”

وكان محمد عثمان شاندي، رئيس البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان، قال في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أمس الثلاثاء، إن “الانتهاكات في مخيم زمزم للنازحين بالفاشر ترقى إلى جرائم الحرب”.

وأضاف شاندي أن “تقارير المنظمات غير الحكومية أوضحت أن معسكر زمزم شهد عمليات إعدام للمدنيين وقصفا مدفعيا واعتداء على العاملين في المنشآت الصحية”.

وأكد شاندي أن “استهداف المدنيين سياسة منظمة ومتعمدة من قبل ميلشيات الدعم السريع”، مشيرا إلى أنها “ارتكبت القدر الأكبر من الانتهاكات ضد المدنيين، والتي ترقى إلى جرائم حرب”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان