منسق الشؤون الإنسانية بإقليم دارفور: مدينة الفاشر تحولت إلى معسكر كبير للفارين من جرائم الدعم السريع (فيديو)

أكد عبد الباقي محمد منسق الشؤون الإنسانية بدارفور أن الوضع الإنساني في الإقليم “سيء للغاية”، وأصبح أكثر تعقيدا في شمال دارفور، “حيث تجاوز مرحلة الخطر ودخل في مرحلة الكارثة”، خاصة بعد هجوم الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين.
وأضاف محمد، في مقابلة اليوم الأربعاء مع الجزيرة مباشر، “أصبح النازحون في مختلف معسكرات الإيواء على مستوى واحد من المعاناة في ظل انعدام الغذاء والإيواء، خاصة أن المساعدات القليلة، التي كانت تصل عبر الإسقاط الجوي للنازحين قد توقفت”.
"نواجه كارثة بعد هجوم الدعم السريع".. استمرار سقوط المدنيين #بالفاشر #الجزيرة_مباشر #السودان pic.twitter.com/26hA1U27x0
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 23, 2025
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتواصل الاقتتال بين الجيش والدعم السريع في مدينة الفاشر
بعد مقتل عشرات المدنيين في الفاشر.. الجيش السوداني يعلن قتل 20 من قوات الدعم السريع بالمدينة (فيديو)
السودان.. الموافقة على إقامة قواعد إمداد أممية حول الفاشر
وتابع قائلا “نتحدث عن مصير أكثر من 500 ألف نازح من معسكر زمزم إلى الفاشر من يوم 11 إبريل/نيسان إلى 16 إبريل الجاري، وأكثر من 300 ألف فرد نزحوا من ريف الفاشر إلى داخل مدينة الفاشر، من حوالي 64 قرية حول المدينة”.
“الفاشر صارت معسكرا للنازحين”
وأوضح محمد أن “عدد النازحين في الفاشر تجاوز المليون فرد، وتحولت إلى معسكر كبير للنازحين الفارين من جرائم الدعم السريع”.
ووصف أوضاع المعيشة في الفاشر بأنها “بالغة السوء”، وأكد أنها بحاجة لتدخل عاجل من قبل المنظمات الدولية.
وقال إن الفارين لم يسلموا من النهب والانتهاكات، ويعانون نقصا حادا في الغذاء والدواء خاصة الأطفال والنساء.
وعن أسباب تردي الأوضاع الإنسانية في الفاشر قال إن “المدينة محاصرة منذ أكثر من سنة، وإن منظمات الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة عاجزة عن توصيل المساعدات للمحاصرين فيها، ما يعد فضيحة للمجتمع الدولي وتحديا كبيرا له”، وفق وصفه.
“الدعم السريع يستخدم سلاح التجويع”
وأشار إلى أن الدعم السريع “يستخدم سلاح التجويع ضد النازحين في الفاشر ومعسكر زمزم، وقام بالهجوم على المعسكر يوم 12 إبريل/نيسان لمنع وصول المساعدات الإنسانية”.
وذكر محمد أن “هناك نقصا شديدا في الغذاء والأدوية المنقذة للحياة في الفاشر جراء حصار قوات الدعم السريع للمدينة”.

وأوضح محمد أن الهجمات التي تعرضت لها 64 قرية جنوب مدينة الفاشر من قبل قوات الدعم السريع “أجبرت الأهالي على النزوح، وتمكن بعضهم من الوصول إلى الفاشر أو إلى مدينة الطويلة، لكن لا يزال آخرون عالقين يواجهون مصيرا مجهولا”.
ووصف الوضع القائم بقوله إن “هذا النزوح المستمر يوضح عمليات الإحراق التي تتعرض لها القرى حول الفاشر”.
“جرائم حرب بمخيم زمزم”
وكان محمد عثمان شاندي، رئيس البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان، قال في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أمس الثلاثاء، إن “الانتهاكات في مخيم زمزم للنازحين بالفاشر ترقى إلى جرائم الحرب”.
وأضاف شاندي أن “تقارير المنظمات غير الحكومية أوضحت أن معسكر زمزم شهد عمليات إعدام للمدنيين وقصفا مدفعيا واعتداء على العاملين في المنشآت الصحية”.
وأكد شاندي أن “استهداف المدنيين سياسة منظمة ومتعمدة من قبل ميلشيات الدعم السريع”، مشيرا إلى أنها “ارتكبت القدر الأكبر من الانتهاكات ضد المدنيين، والتي ترقى إلى جرائم حرب”.