هآرتس تكشف تفاصيل جديدة عن “مجزرة المسعفين” في رفح

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الأربعاء، أن قوة من سلاح المشاة في لواء جولاني بجيش الاحتلال، أطلقت النار بشكل كثيف على قافلة إغاثة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك لمدة تجاوزت 3 دقائق ونصف دقيقة، بما في ذلك إطلاق نار من مسافة صفر، رغم محاولات طاقم الإغاثة التعريف عن أنفسهم.
وقالت الصحيفة إن الجنود خالفوا أوامر المهمة وتصرفوا دون تنسيق مع قيادة اللواء، حيث قاموا بتبديل مخازن الذخيرة مرات عدة خلال الهجوم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsواشنطن بوست: إدارة ترامب تضغط للمشاركة في خطة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات في غزة
الخارجية السودانية: قوات الدعم السريع قتلت 300 مدني في النهود
وزير التخطيط الباكستاني: لا نسعى للحرب وجاهزون للرد على أي مغامرة هندية (فيديو)
ووفق التحقيقات، أطلق نائب قائد السرية النار على مركبة إسعاف رغم تزويدها بأضواء تحذيرية، بزعم الاشتباه في انتمائها لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو استنتاج مبني على استجواب أجراه جندي لا يتقن اللغة العربية.
وأضاف التقرير أن القوة استمرت في إطلاق نار كثيف على طاقم الإغاثة غير المسلحين، الذين كانوا يرتدون سترات عاكسة ويصرخون للتعريف بأنفسهم، ما أدى إلى استشهاد 12 من العاملين الإنسانيين. وبعد هذا الهجوم استهدفت القوة قافلة إنقاذ تضم سيارات إسعاف وإطفاء، بناء على أوامر مباشرة من نائب قائد السرية.
محاولات طمس الأدلة
وكشفت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي حاول التستر على الحادثة من خلال إصدار قائد الكتيبة أمرًا لنائب قائد اللواء بدفن الجثث وسحق سيارات الإسعاف لإخفاء آثار الجريمة، بدلًا من تسليم الجثث لجهات الإغاثة الدولية.
ولم تسلم سيارات الأمم المتحدة من الاعتداء، إذ أطلقت القوة النار كذلك على مركبة تابعة للأمم المتحدة وصلت لاحقًا إلى الموقع، ما أدى إلى مقتل موظف يعمل في وكالة “أونروا”.
وذكرت “هآرتس” أن رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زمير، أقال نائب قائد السرية، ووجّه توبيخًا رسميًا لقائد كتيبة 14 بسبب ما وصفه بالإهمال في التخطيط للمهام.
من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي لاحقًا أن 6 من القتلى ينتمون لحركة (حماس)، لكنه امتنع عن تحديد أسمائهم أو أدوارهم، بينما أكدت مصادر عسكرية للصحيفة أن الضحايا لا ينتمون للجناح العسكري للحركة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم يأتي في ظل انتقادات دولية متزايدة تجاه ممارسات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، خاصة تلك التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني.
وتعود مجزرة رفح إلى 23 مارس/آذار الماضي، عندما استجاب فريق مؤلف من 9 عناصر إسعاف و5 من الدفاع المدني وموظف تابع لإحدى الوكالات الأممية لنداءات استغاثة من مدنيين محاصرين في حي تل السلطان.
وفي 27 و30 من الشهر ذاته، أعلنت السلطات في غزة العثور على جثامين 15 من أعضاء فريق الإسعاف والإطفاء مدفونة في منطقة تبعد نحو 200 متر عن موقع توقف سياراتهم.