“حتى الشيطان لا نتمنى له ذلك”.. أسرى مفرج عنهم في غزة يروون فظائع ما عاشوه في سجن سيدي تيمان (فيديو)

أفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، عن 12 أسيرًا فلسطينيًا من قطاع غزة، بينهم سيدتان، ونقلت فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسرى من معبر كيسوفيم إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.

وقال الأسير المُفرَج عنه أسامة حمودة، في حديثه للجزيرة مباشر، إنه اعتُقل في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي على حاجز الإدارة المدنية، وقضى 5 أشهر في الأسر تعرّض خلالها للتعذيب والإهانة.

وأضاف “سجن سدي تيمان من أخطر سجون العالم، والأسرى يُعذَّبون يوميًا، ونناشد فصائل المقاومة التوصل إلى صفقة تُفضي إلى الإفراج عن جميع الأسرى في أقرب وقت”.

واتفق الأسير عبد الرحمن حمد، مع ما قاله حمودة بشأن سوء أوضاع سجن “سدي تيمان”، وأكد أنه يحمل رسالة من الأسرى إلى المفاوضين بضرورة التحرك العاجل لإنقاذهم، مشيرًا إلى أن الأسرى يحاربون الجوع ويكابدون البرد والحرمان من النوم.

الحرمان من النوم لساعات طويلة

أما الأسير محمد نعيم، الذي اعتُقل قبل 6 أشهر من حاجز الإدارة المدنية في بيت حانون، فأوضح أنه نُقل بداية إلى معبر زكيم، حيث تعرّض للتعذيب المتواصل، ثم نُقل إلى سجن “سدي تيمان” سيئ السمعة.

وقال نعيم إن “سلطات السجون حاولت تجريدنا من إنسانيتنا عبر الضرب والتعذيب والإهانة، لكنها فشلت في كسر انتمائنا لوطننا”، وأشار إلى أن الأسرى يتعرضون للقمع المستمر، ويُحرمون من النوم إلا لساعات قليلة، حيث يُجبر الأسير على الجلوس على كرسي حديدي لمدة تصل إلى 18 ساعة بعد جلسات تعذيب قاسية.

وفي السياق ذاته، عبّر الأسير محمد كمال عن حجم المعاناة قائلًا “أتمنى ألا يجرّب الشيطان نفسه تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال، لأنهم يمارسون ضد الأسرى هندسة التعذيب”، موضحًا أنهم كانوا يُجبرون على الجلوس دون تحرك 24 ساعة، تليها 24 ساعة أخرى وقوفًا، كنوع من التعذيب الجسدي والنفسي.

من جهته، قال رئيس قسم الصحة النفسية في مستشفى شهداء الأقصى، الدكتور عرفات أبو مشايخ، إن الطاقم الطبي استقبل 12 أسيرًا، بينهم سيدتان، جميعهم في حالة نفسية صعبة.

وأضاف “كل دفعة جديدة من الأسرى المُفرَج عنهم تصل بوضع صحي ونفسي أسوأ من سابقتها، ويعانون من مشاكل في الذاكرة، واضطرابات في النوم، وأعراض اكتئاب واضحة، إضافة إلى علامات تعذيب جسدي واضحة، كما يعاني جميعهم من فقر الدم نتيجة سوء التغذية داخل السجون الإسرائيلية.