محاكمة قاضية أمريكية بتهمة عرقلة اعتقال مهاجر غير نظامي

محاكمة القاضية هانا دوغان يثير تساؤلات كثيرة
محاكمة القاضية هانا دوغان يثير تساؤلات كثيرة (رويترز)

أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” كاش باتيل، اليوم الجمعة، اعتقال قاضية في مدينة ميلووكي كبرى مدن ولاية ويسكنسون الأمريكية، واتهامها بعرقلة عملية اعتقال تتعلق بالهجرة الأسبوع الماضي.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن “هذه هي أول حالة معروفة لوزارة العدل تقاضي فيها مسؤولًا محليًّا بتهمة التدخل في إنفاذ قوانين الهجرة منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الرئاسة”.

وأعلن باتيل اعتقال هانا دوغان، قاضية محكمة مقاطعة ميلووكي، في منشور على منصة إكس، لكنه حذفه بعد لحظات من نشره.

وأطلقت محكمة فيدرالية في مدينة ميلووكي سراح القاضية دوغان، وستمثل مجددًا أمام المحكمة في 15 مايو/أيار المقبل.

وقال محاميها كريغ ماستانتونو خلال جلسة الاستماع “القاضية دوغان تأسف بشدة، وتحتج على اعتقالها. ما حدث ليس في صالح السلامة العامة”.

 

تهمان فيدراليتان

ووجهت وزارة العدل الأمريكية إلى القاضية دوغان تهمتين فيدراليتين، هما “عرقلة إجراءات فيدرالية” و”إخفاء شخص لمنع اكتشافه واعتقاله”.

كما وجهت النائب العام باميلا بوندي رسالة حازمة إلى القضاة الذين يعرقلون اعتقالات تقوم بها إدارة الهجرة والجمارك، بقولها “سنقاضيكم، ونحن بالفعل نقاضيكم”.

وأضافت بوندي، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، اليوم الجمعة “لا أصدّق أن قاضيًا يقوم بذلك”، في إشارة إلى عرقلة اعتقال مهاجر غير نظامي، وأضافت “عار عليها (القاضية دوغان) أن تعرقل اعتقال شخص متهم بارتكاب جريمة عنف”.

ووفقًا للائحة الاتهام، وجهت دوغان في 18 إبريل/نيسان الجاري المتهم إدواردو فلوريس رويز، وهو مهاجر مكسيكي غير نظامي، ومحاميه إلى مخرج جانبي لتفادي اعتقاله من قِبل أفراد إدارة الهجرة والجمارك الذين كانوا بانتظاره خارج القاعة. واعتُقل فلوريس رويز لاحقًا بعد مطاردة قصيرة.

“تعمُّد تضليل عملاء فيدراليين”

واتهم باتيل في منشوره دوغان “بتعمُّد تضليل” عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين وصلوا إلى قاعة المحكمة لاعتقال أحد المهاجرين غير النظاميين الذي كان من المفترض أن يمثل أمامها.

وأوضح باتيل في منشوره أن عملاء المكتب تمكنوا من اعتقال المهاجر غير النظامي، لكنه قال إن “عرقلة القاضية لعملية الاعتقال تسببت في زيادة الأخطار للجمهور”.

وأضاف باتيل “نعتقد أن القاضية دوغان تعمدت توجيه عملاء فيدراليين بعيدًا عن الشخص الذي كان من المقرر اعتقاله في قاعة المحكمة، مما سمح له، وهو أجنبي مقيم بشكل غير شرعي، بالتهرب من الاعتقال”.

باتيل اتهم القاضية دوغان بتعمد تضيل العملاء الفيدراليين (رويترز)
باتيل اتهم القاضية دوغان بتعمُّد تضيل العملاء الفيدراليين (رويترز)

 

علاقة السلطات الفيدرالية بالقضائية

يُذكر أن القاضية هانا دوغان فازت بمقعدها في محكمة مقاطعة ميلووكي عام 2016، بعد أن تفوقت على قاضٍ عيَّنه حاكم الولاية حينها سكوت ووكر.

وكانت القاضية دوغان تشرف على قضايا الجنح في المحكمة. وأُعيد انتخابها في عام 2022، ومن المقرر أن تنتهي ولايتها في أغسطس/آب 2028.

يشار إلى أنه في 24 إبريل الجاري، اعتُقل القاضي السابق لمحكمة مقاطعة دونا آنا، جويل كانو، وزوجته نانسي كانو، بتهمة إيواء مهاجر غير نظامي يُشتبه في انتمائه إلى عصابة “ترين دي أراغوا” الفنزويلية.

وأفادت التحقيقات بأن الزوجين استضافا المهاجر غير النظامي كريستيان أورتيغا لوبيز، الذي دخل الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في ديسمبر/كانون الأول 2023، في دار الضيافة الخاصة بهما.

ووُجهت تهمتا “التلاعب بالأدلة” إلى جويل كانو، و”التآمر للتلاعب بالأدلة” إلى نانسي كانو. وقد استقال كانو من منصبه في مارس/آذار الماضي، وأصدرت المحكمة العليا في نيو مكسيكو قرارًا بمنعه من تولي أي منصب قضائي مستقبلًا في الولاية.

ويثير اعتقال القضاة المختصين بالفصل في قضايا تقع في نطاق سلطات الولايات الأمريكية جدلًا واسعًا بشأن العلاقة بين السلطات القضائية المحلية والسلطات الفيدرالية، خاصة ما يتعلق بتنفيذ قوانين الهجرة داخل قاعات المحاكم.

وتخوض إدارة ترامب معارك قانونية في الوقت الحالي لترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين، بما في ذلك ترحيلهم إلى دولة ثالثة بخلاف بلدانهم الأصلية، في حال رفض القضاء تسليمهم إلى بلادهم خشية تعرُّضهم للتعذيب أو القتل فيها.

المصدر : أسوشيتد برس + تويتر + واشنطن بوست

إعلان