الهند.. سياسيون يطالبون بالتعامل مع أزمة كشمير على “الطريقة الإسرائيلية”

INDIA-PAKISTAN-KASHMIR-UNREST-PROTEST
مسيرة احتجاجية تنديدًا بالهجوم الذي وقع في باهالجام بكشمير وأسفر عن مقتل 26 سائحًا (الفرنسية)

أثار الهجوم المسلح الذي وقع في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير توترات سياسية واجتماعية واسعة في الهند، وخصوصًا من السياسيين الهندوس المتشددين الذين دعوا إلى اتخاذ إجراءات انتقامية مشابهة لتلك التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأسفر الهجوم المسلح، الذي وقع في 22 إبريل/نيسان الجاري بمنطقة باهالجام السياحية في كشمير، عن مقتل 26 مدنيًّا وإصابة 17، معظمهم من السياح.

وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “جبهة مقاومة كشمير” مسؤوليتها عن الهجوم. وقد أُسّست هذه الجماعة أواخر عام 2019 ردًّا على إلغاء المادة 370 التي كانت تمنح كشمير حكمًا ذاتيًّا.

الشرطة الهندية أغلقت الموقع الذي تعرض للهجوم في منتجع باهالجام
الشرطة الهندية أغلقت الموقع الذي تعرَّض للهجوم في منتجع باهالجام (رويترز)

دعوات إلى حل نهائي “على الطريقة الإسرائيلية”

عقب الهجوم، دعا العديد من السياسيين والمسؤولين المحسوبين على حزب بهاراتيا جاناتا اليميني الحاكم إلى “حل نهائي” لقضية كشمير على طريقة ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة.

وشبَّه شيش بول فايد، المدير العام السابق للشرطة في كشمير، التابع للسلطات الهندية، هجوم كشمير بالهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مدعيًا أن المهاجمين كانوا “كوماندوز باكستانيين تنكروا في زي إرهابيين محليين”.

ودعا فايد الهند إلى رد “مماثل لما قامت به إسرائيل ضد حماس“، مشددًا على أن سياسة الردع يجب أن تكون صارمة وواضحة.

وفي كولكاتا، قاد سوفيندو أديكاري، القيادي في حزب بهاراتيا جاناتا، مسيرة احتجاجية أعرب فيها عن دعمه لرد عسكري قوي، قائلًا “تمامًا كما ردت إسرائيل في غزة، يجب القضاء على هؤلاء الإرهابيين المعادين للهندوسية”.

أما في مدينة جامو، فقد نظّم أفراد من منظمة باجرانغ دال، بقيادة راكيش كومار، احتجاجات واسعة طالبوا خلالها بشن عملية عسكرية شاملة ضد “الإرهابيين في إقليم جامو وكشمير”، مؤكدين أن التساهل لم يعد مقبولًا.

من جهة أخرى، تناولت وسائل إعلام بارزة مثل “إنديا توداي” و”دي برنت” تحليلات قارنت بين هجوم باهالجام وعملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن الهند قد تستلهم النماذج الإسرائيلية في الرد السريع والمباغت على “التهديدات الإرهابية”.

مقتل شاب وإصابة آخر

ووقع حادث إطلاق نار، مساء الأربعاء، بالقرب من مطعم على طريق شيلبغرام في تاجغانج بولاية أغرا، أسفر عن مقتل شاب وإصابة آخر. وقالت السلطات إن القتيل يُدعى جولفام (27 عامًا)، وكان يعمل في مطعم أحد أقربائه، بينما يدعى المصاب سيف علي، ويعمل في مطعم قريب.

ووقع الهجوم بعدما اقترب ثلاثة مهاجمين على دراجة نارية وأطلقوا النار على جولفام من مسافة قريبة، ما أسفر عن مقتله، بينما أصيب سيف أيضًا.

تحريض وأعمال انتقامية

وبعد 24 ساعة فقط من وقوع الهجوم، سُجلت 12 واقعة اعتداء استهدفت طلابًا كشميريين في مختلف أنحاء الهند، من بينها ولايات البنجاب وجامو وهيماتشال براديش وأوتاراخند وبراياغراج (بولاية أوتار براديش) ودهرادون، فضلًا عن مناطق أخرى.

وشكا ناشطون مسلمون من مضايقات تستهدف المسلمين الكشميريين، والطلاب منهم على وجه الخصوص، الذين باتوا هدفًا مباشرًا لجماعات هندوسية متطرفة، مع تصاعد خطابات الكراهية والمشاعر المعادية للمسلمين، ولا سيما الكشميريين، على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهجوم، وهو ما بدأت آثاره القاتلة تظهر على أرض الواقع.

وسارعت منظمات “الهندوتفا” المتطرفة إلى التعبئة والتحريض، وأطلقت دعوات عدائية ضد الطلاب الكشميريين.

ونشرت جمعية طلاب جامو وكشمير عبر وسائل التواصل الاجتماعي عددًا من الشهادات والحوادث، مؤكدة تعرُّض طلاب كشميريين للضرب والإهانات اللفظية، وتلقّي تهديدات بالعنف، في مشهد يثير القلق ويستدعي تحركًا عاجلًا.

وأفاد ناصر خومي، المنسق الوطني لجمعية طلاب جامو وكشمير، في تصريحات للجزيرة مباشر، بأن الطلاب الكشميريين -ومعظمهم من المسلمين- يتوزعون في مختلف أنحاء الهند بسبب قلة المؤسسات التعليمية في كشمير نفسها.

وأضاف “في كل مرة يحدث فيها هجوم داخل كشمير، يتحول هؤلاء الطلاب الأبرياء إلى هدف للانتقام في مناطق أخرى من البلاد”.

وأوضح خومي أن التقارير المتعلقة بالعنف ضد المسلمين الكشميريين بدأت تتوالى مباشرة بعد الهجوم المسلح الأخير في باهالجام، مشيرًا إلى أن أحد أكثر الحوادث إثارة للقلق وقع في المعهد التعليمي بمدينة ديراباسي في شانديغار، حيث يُزعم أن طلابًا من الهندوس اقتحموا سكن الطلاب في منتصف الليل، واعتدوا على الطلاب الكشميريين مستخدمين أسلحة حادة.

وقال “مُزقت ملابس بعض الطلاب وتعرَّض بعضهم لإصابات جسدية”، لافتًا إلى أن المعهد يضم أكثر من 100 طالب كشميري.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للحادث، تظهر فيه طالبة وهي تناشد رئيس وزراء ولاية البنجاب، بهاجوانت مان، تأمين الحماية لها ولزملائها، مطالبة باتخاذ إجراءات صارمة بحق المعتدين.

وأكد رئيس الوزراء مان أنه على تواصل مع الجمعية، مشددًا على أن حكومة الولاية ملتزمة بضمان أمن جميع الطلاب وسلامتهم. كما أعلن المدير العام لشرطة البنجاب فتح تحقيق رسمي في الواقعة، مؤكدًا أن السلطات لن تتهاون مع أي محاولة لبث الكراهية أو الإخلال بالنسيج الطائفي.

وفي سياق متصل، كشفت الجمعية عن واقعة أخرى في جامعة أرني بمنطقة كانغرا بولاية هيماشال براديش، حيث استُهدف طلاب كشميريون بوصفهم “إرهابيين”، كما تعرَّضوا للإهانة والتهديد، وسط محاولات لطردهم من السكن الجامعي.

 

وعقب هجوم كشمير، وجهت جماعة “هندو راكشا دال” المتطرفة تهديدات علنية للطلاب المسلمين الكشميريين في ولاية أوتاراخاند، وطالبتهم بمغادرة الولاية. وفي ولاية أوتار براديش، فُصل عمال مسلمون كانوا يعملون في معبد في هاثراس، بزعم أن هجوم كشمير كان يستهدف الهندوس.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند العديد من التهديدات للمسلمين الكشميريين، وخصوصًا الطلاب منهم، بينما نُشر العديد من الاعتداءات على مواطنين مسلمين.

وفي مدينة أمبالا بولاية هاريانا، هاجمت جماعات هندوسية متطرفة شركات مملوكة لمسلمين، واعتدت على العمال.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان