الهند.. اعتقال مئات المسلمين في ولاية غوجارات

INDIA-KASHMIR-PAKISTAN-فرد من قوات حرس الحدود الهندية يقوم بفحص جوازات السفر ووثائق المواطنين الباكستانيين العائدين إلى بلادهم عبر معبر أتياري-واغاه الحدودي بين الهند وباكستان، على بعد 35 كيلومترًا من أمريتسار، في 26 أبريل 2025.
فرد من قوات حرس الحدود الهندية يقوم بفحص جوازات السفر ووثائق المواطنين الباكستانيين العائدين إلى بلادهم عبر معبر أتياري-واغاه الحدودي بين الهند وباكستان. (الفرنسية)

شهدت ولاية غوجارات الهندية اعتقال أكثر من 1000 شخص، بدعوى أنهم مهاجرون بنغلاديشيون غير نظاميين.

وأظهرت تقارير إعلامية ومقاطع مصورة أن العديد من المعتقلين، ومعظمهم من المسلمين الذين كانوا يرتدون الزي التقليدي، تم عرضهم علنًا من قبل السلطات، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لإذلالهم واستعراض قوة الحكومة.

وأوضحت البيانات الرسمية أن الاعتقالات جاءت خلال عملية أمنية واسعة النطاق في مدينتي أحمد أباد وسورات، وصفتها حكومة غوجارات بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ الولاية.

وأعلن وزير الدولة للشؤون الداخلية، هارش سانغافي، أن عمليات ترحيل المعتقلين قد بدأت بالفعل، موضحًا أن 890 شخصًا اعتُقلوا في أحمد أباد و134 آخرين في سورات.

 

وأشاد سانغافي بالعملية واصفًا إياها بـ”النجاح التاريخي”، محذرًا بقية المتسللين غير الشرعيين بضرورة تسليم أنفسهم طوعًا أو مواجهة الترحيل والملاحقة القضائية. كما هدد بملاحقة كل من يثبت تورطه في إيواء مهاجرين غير نظاميين وفقًا لقوانين مشددة.

وزعم أن العديد من المعتقلين دخلوا غوجارات بوثائق مزورة، مصدرها الأساسي ولاية البنغال الغربية، مشيرًا إلى الاشتباه في تورط بعضهم في جرائم خطيرة مثل تهريب المخدرات والبشر.

 

كما ادعى سانغافي وجود صلات لبعض المعتقلين بجماعات “إرهابية”، مستشهدًا باعتقال مواطنين بنغلاديشيين يعتقد أنهم أعضاء في الجماعات “الإرهابية”.

من جهتها، شددت حكومة غوجارات على أن هذه الحملة تأتي ضمن جهودها لتعزيز الأمن القومي وتنفيذ أوامر بمغادرة المواطنين الباكستانيين المقيمين في الولاية بموجب قرار صادر عن لجنة الأمن التابعة لمجلس الوزراء.

 

وصرح مدير عام الشرطة، فيكاس ساهاي، بأن العمل جارٍ للتحقق من هويات المعتقلين وجنسياتهم باستخدام الوثائق والأدلة المتوفرة، مؤكدًا أن الترحيل سيتم فور التأكد من كونهم مواطنين بنغلاديشيين.

في المقابل، أعرب عدد من النشطاء الحقوقيين والعاملين في المجال الاجتماعي عن قلقهم، معتبرين أن هذه الحملة تستهدف بشكل غير عادل الفقراء من المسلمين الذين وفدوا إلى غوجارات من ولايات هندية أخرى، خاصة من البنغال الغربية.

ونقلًا عن شهادات لبعضهم ممن تحدثوا للجزيرة مباشر دون الكشف عن هويتهم خوفًا من الاعتقال، فإن كثيرًا من هؤلاء العمال لا يتحدثون اللغة الغوجاراتية، مما يدفع السكان المحليين لاعتبارهم غرباء ومهاجرين غير قانونيين.

وبحسب تقارير متعددة، توجهت عائلات المعتقلين إلى مراكز الشرطة وقدمت وثائق هوية رسمية صادرة عن ولاية البنغال الغربية لإثبات جنسية أقاربهم الهندية.

ورغم احتمال وجود بعض المهاجرين غير النظاميين بين المعتقلين، يرى مراقبون أن هذه الحملة يجب أن تُفهم ضمن السياق التاريخي للتوترات الطائفية في غوجارات، التي كانت، وفقًا للعديد من التقارير، مسرحًا لصعود خطاب الهندوتفا والإسلاموفوبيا منذ أعمال العنف الدامية ضد المسلمين عام 2002 خلال ولاية رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي حين كان يشغل منصب رئيس وزراء الولاية.

ويتهم ناشطون مسلمون حكومة غوجارات بالتحيز الواضح ضد المسلمين، ويقولون إن المسلمين الذين يتحدثون اللغة الغوجاراتية فقط “هم من يكونون في مأمن نسبي، إذ إن تحدث اللغة المحلية يمنحهم نوعًا من الحماية، أما المسلمون الذين لا يجيدون الغوجاراتية، فيُشتبه بهم تلقائيًا، حتى وإن امتلكوا وثائق رسمية تثبت جنسيتهم الهندية. فالإسلاموفوبيا متجذرة بعمق في هذه الولاية”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان