مقتل شاب مسلم بالرصاص في الهند.. ما علاقته بهجوم كشمير؟

قُتل شاب مسلم برصاص مجهولين في ولاية أوتار براديش شمالي الهند، وسط موجة من الاعتداءات التي طالت مسلمين في أنحاء مختلفة من البلاد، ويُعتقد أنها حوادث انتقامية عقب هجوم أسفرعن مقتل 26 شخصًا في القسم الذي تسيطر عليه الهند من كشمير.
وقال أقرباء الضحية محمد غلفام (25 عامًا) إنه كان يعمل في مطعم بمدينة تاجبور في منطقة أغرا، عندما أُطلق عليه النار، يوم الأربعاء، وتوفي متأثرًا بإصابته، في حين أصيب ابن عمه سيف علي أثناء محاولته إنقاذه.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالحويني.. شرح “حديث الإفك” (ج 4)
مجلس النواب المصري يوافق نهائيا على قانون تنظيم الفتوى
محمد إقبال.. كيف تعامل الإعلام الهندي مع مقتل معلم مسلم في قصف باكستاني؟
وقع الحادث بعد يوم واحد من مقتل 26 سائحًا بأيدي مسلحين في منطقة باهالغام بكشمير، مما أدى إلى موجة من الهجمات التي استهدفت المسلمين في أنحاء الهند.
وقال إسلام منظر -عم الضحية- للجزيرة مباشر إنهم في البداية لم يعرفوا سبب مقتل غلفام، لكنهم لاحقًا شاهدوا مقطع “فيديو” على الإنترنت لأشخاص يعلنون مسؤوليتهم عن مقتل شخصين، وأنهم نفذوا الجريمة بدافع الانتقام لهجوم كشمير.
وأضاف منظر “كنا في حالة صدمة. لم نستطع معرفة سبب حدوث ذلك. جاؤوا وأطلقوا النار دون أن يقولوا شيئًا. لاحقًا، نشر القاتل مقطع ‘فيديو’، ومن خلاله فهمنا أن المسألة مرتبطة بهجوم كشمير”.
وأشار منظر إلى مقطع “الفيديو” الذي نشره أعضاء من جماعة تُعرف باسم جماعة حماية الأبقار، على إنستغرام، وأعلنوا فيه مسؤوليتهم عن قتل رجلين مسلمين. وكان يُعتقد أن سيف علي قد توفي أيضًا.
وفي المقطع، أعلن شخص يُدعى مانوج شودري رانا، زعم انتماءه إلى جماعة “تشاتريا غوراكشا دال”، نيته قتل 2600 مسلم انتقامًا لمقتل 26 سائحًا في كشمير.
وقال رانا في المقطع الذي استمر 20 ثانية “في مدينة تاج بمنطقة أغرا، قُتل شخصان مختونان (مصطلح تحقيري يستخدمه المتطرفون الهندوس للإشارة إلى المسلمين). تتبنى منظمة ‘تشاتريا غوراكشا دال’ (Kashtriya Gauraksha Dal) المسؤولية عن القتل. أقسم بوالدة الهند (بهارات ماتا) أنني إذا لم أنتقم بقتل 2600 مسلم مقابل مقتل 26 سائحًا، فلست ابن هذه الأرض”.
उत्तर प्रदेश के जिला आगरा के ताजगंज क्षेत्र में हुई गोलीबारी की घटना ने एक बार फिर साबित कर दिया है कि प्रदेश में आम नागरिकों की जान-माल की सुरक्षा आज सबसे बड़ी चुनौती बन चुकी है।
बिरियानी विक्रेता दो भाइयों (गुलफाम और सैफ) से दुकान के बाहर पैसे के विवाद को लेकर हुआ, लेकिन जिस… pic.twitter.com/gFe3pRtNvc
— Chandra Shekhar Aazad (@BhimArmyChief) April 25, 2025
لكن الشرطة قيدت الجريمة ضد مجهولين، وأصدرت شرطة منطقة أغرا بيانًا نفت فيه وجود منظمة باسم “تشاتريا غوراكشا دال” في أغرا، ووصفت الفيديو بأنه “زائف”.
وقالت الشرطة في بيانها “تُتداول أخبار كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التدوين المصغر. لم يذكر أي من أصدقاء الضحية الثلاثة الذين كانوا موجودين وقت الحادث أي شيء كهذا لعائلة الضحية أو لفريق الشرطة”.
لكن منظر -عم الضحية- أبلغ الجزيرة مباشر بأن الشاب المصاب سيف علي، تعرَّف على الرجل الذي ظهر في “الفيديو”. وأضاف أنه لم يتحدث في البداية بسبب خوفه الشديد بعد إصابته.
وتابع منظر “بعد الحادث، بالكاد كان يستطيع التحدث. لاحقًا، سألته عن ‘الفيديو’، فأكد أن الرجل الذي يظهر فيه يشبه مطلق النار، لكنه لم يستطع التعرف عليه بشكل كامل لأن الحادث وقع ليلًا”.
ووفقًا لمنظر، فقد حاولت الشرطة بدايةً التغطية على هذه الزاوية من الحادث لتجنب اندلاع مواجهات طائفية، لكنها لاحقًا أكدت ضلوع الأشخاص المعنيين. وقد أُلقي القبض على أحدهم، ويجري تعقُّب ثلاثة آخرين.
وأضاف منظر “من المؤكد أن غلفام قُتل لأنه مسلم. لقد اعترفوا بأنفسهم بالجريمة. استهدفوه بسبب هويته الدينية. كانوا يعرفون أن غلفام وعلي مسلمان من القرية المجاورة، ولهذا السبب استهدفوهما. دعونا نرَ ماذا ستفعل الشرطة”.
وأعرب منظر عن أسفه لاستهداف ابن أخيه بسبب دينه، قائلًا “هذه سياسة الحكومة. لا شك أن الجهاز الحكومي بأكمله ضدنا. يعُدوننا مواطنين من الدرجة الثانية. حياتنا لا قيمة لها. خلال احتجاجات قانون تعديل المواطنة عام 2020، استُهدف سكان مناطقنا، والآن يُستهدف المسلمون في سامبهال”.
وأثار مقتل غلفام غضبًا واسعًا بين المسلمين، ورأوه كثيرون “عملًا إرهابيًّا”. وانتقد شاندراشيخار آزاد، عضو البرلمان عن حزب المعارضة، حكومة ولاية أوتار براديش التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا اليميني بسبب انهيار الأمن والنظام.
وقال آزاد في منشور على حسابه بمنصة إكس، مصحوبًا بالمقطع المصوَّر للأشخاص الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن مقتل غلفام “الطريقة التي حدث بها إطلاق النار، و’الفيديو’ الذي نشره المهاجمون وأعلنوا فيه أن ذلك انتقام لهجوم باهالغام، ليس مجرد جريمة وحشية، بل يدل على عقلية خطيرة تحاول تبرير الجرائم باسم الدين”.
وأضاف آزاد “هذه ليست مجرد حادثة جنائية، بل تطرح تساؤلًا خطيرًا عن تردي وضع الأمن والنظام، والعقليات الخطيرة التي تسعى إلى تقسيم المجتمع”.
ورأى آزاد أن “صمت الحكومة يشكل خطورة أكبر مع قتل الناس عبر نشر الكراهية الدينية”.
وأثار هجوم كشمير دعوات واسعة إلى الانتقام، شارك فيها سياسيون محسوبون على حزب بهاراتيا جاناتا اليميني الحاكم، ودعا بعضهم إلى اتخاذ إجراءات انتقامية مشابهة لتلك التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وعقب الهجوم سُجل العديد من وقائع الاعتداء بحق مسلمين، وبعضهم من كشمير، في مختلف أنحاء الهند.
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند العديد من التهديدات للمسلمين الكشميريين وخصوصًا الطلاب منهم، كما نُشر العديد من الاعتداءات على مواطنين مسلمين.