كشمير.. تبادل جديد لإطلاق النار والهند تواصل هدم منازل من تشتبه في تنفيذهم الهجوم

نقطة تفتيش للجيش الهندي في إقليم كشمير
نقطة تفتيش للجيش الهندي في إقليم كشمير (رويترز)

تبادلت الهند وباكستان إطلاق النار في إقليم كشمير عند الحدود التي تفصل بين المناطق التي يسيطر عليها البلدان لليلة الثالثة على التوالي.

وقال الجيش الهندي في بيان، الأحد، إن إطلاق نار “غير مبرَّر” من أسلحة خفيفة من مواقع الجيش الباكستاني، استهدف في الساعات الأولى من اليوم القوات الهندية في قطاعَي توماري غالي ورامبور.

وأضاف “ردّت قواتنا بالأسلحة الخفيفة المناسبة”، من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا. وكان الجيش الهندي قد أفاد بوقوع حوادث مماثلة عند الحدود خلال الليلتين السابقتين.

وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان بشكل كبير، في أعقاب هجوم نفذه مسلحون الثلاثاء الماضي، في منتجع باهالغام على بُعد 90 كيلومترًا من مدينة سريناغار، إحدى كبرى مدن إقليم كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن نيودلهي اتهمت إسلام آباد بالوقوف وراءه.

يشار إلى أنه جرى ترسيم الحدود بين البلدين، حين نالت الهند وباكستان استقلالهما عام 1947، وتقاسمت الدولتان يومها إقليم كشمير، وتعيش فيه أغلبية مسلمة، وخاضت الدولتان 3 حروب للسيطرة عليه.

السلطت الهندية هدمت منازل من تشتبه بتورطهم في الهجوم في كشمير
السلطات الهندية هدمت منازل مَن يُشتبه في تنفيذهم الهجوم بإقليم كشمير (رويترز)

هدم بيوت مشتبه في تنفيذهم الهجوم

وفي السياق ذاته، هدمت قوات الأمن الهندية منازل 5 أفراد يُشتبه في تنفيذهم الهجوم، بمناطق بانديبورا وبولوواما وشوبيان في إقليم جامو وكشمير.

وتناثرت شظايا زجاج مكسور في أحد هذه المنازل بقرية مورام في منطقة بولواما. وقال سكان محليون إنهم لم يروا إحسان أحمد شيخ، وهو مسلح مُشتبَه فيه جرى هدم منزله، خلال السنوات الثلاث الماضية.

ورفضت عائلته التحدث إلى الصحفيين. وقال جاره سمير أحمد لوكالة رويترز “لا أحد يعرف مكانه. فقدت عائلة إحسان منزلها. هم من سيعانون من هذا، وليس هو”.

وطال التوتر المتصاعد الأعمال التجارية أيضًا. واستعدت شركات الطيران الهندية مثل “إير إنديا” و”إنديا جو” لارتفاع تكاليف الوقود وإطالة مُدد الرحلات مع إعادة توجيه رحلاتها الدولية.

باكستان تدعو إلى تحقيق محايد

وأمس السبت، دعت باكستان إلى إجراء “تحقيق محايد” في هجوم كشمير، الذي ألقت نيودلهي بالمسؤولية فيه على إسلام آباد، مؤكدة استعدادها للتعاون وتفضيلها السلام.

وقال وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي “باكستان مستعدة تمامًا للتعاون مع أي محققين محايدين لضمان كشف الحقيقة وتحقيق العدالة”.

وأضاف في مؤتمر صحفي “باكستان لا تزال ملتزمة بالسلام والاستقرار وبالمعايير الدولية، لكنها لن تتنازل عن سيادتها”.

وتعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بملاحقة المهاجمين “حتى أقاصي الأرض”، وقال إن من خططوا ونفذوا الهجوم “سيفوق عقابهم ما يتصورونه”. كما تعالت دعوات من سياسيين هنود وآخرين للرد العسكري على باكستان

عقوبات متبادلة

والأربعاء الماضي، بادرت الهند إلى فرض عقوبات بإعلان سلسلة إجراءات رد دبلوماسية ضد إسلام آباد، شملت تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وخفض أعداد الدبلوماسيين.

في المقابل، أعلنت إسلام آباد عقب اجتماع نادر للجنة الأمن القومي، يوم الخميس، طرد دبلوماسيين وتعليق التأشيرات للهنود، وإغلاق الحدود والمجال الجوي مع الهند، وإيقاف التجارة معها.

من جانبه، دعا مجلس الأمن الدولي البلدين إلى “ضبط النفس”، خاصة أنهما خاضا ثلاث حروب للسيطرة على إقليم كشمير عام 1947.

المصدر : الفرنسية + رويترز

إعلان