بين الركام.. أطباء مجمع الشفاء يخوضون رحلة البحث عن معدات طبية لعلاج مرضاهم (شاهد)

في ظل انعدام الإمكانيات الطبية في مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، يخوض الأطباء والعاملون بالمستشفى معركة يومية بالبحث بين أنقاض الأقسام الطبية المدمرة عن معدات قابلة للإصلاح والاستخدام. ورغم صعوبة المهمة، يواصل الطاقم الطبي جهوده لاستعادة الأدوات اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى، وسط ظروف إنسانية قاسية.
وروى حازم الرملاوي، وهو ممرض في قسم العمليات بمجمع الشفاء الطبي، جانبًا من معاناة الطواقم الطبية بعد تدمير مبنى العمليات التخصصي، قائلًا “نحن الآن في قسم العمليات التخصصي بعدما تم تدميره، فكان هذا المبنى يضم 6 غرف عمليات كبرى مجهزة بأحدث التقنيات والمعدات الجراحية، ولكن بسبب انعدام الإمكانيات، نقوم اليوم بالبحث بين الدمار عن بعض الأدوات التي يمكن إصلاحها وإعادة استخدامها”.
وأشار الرملاوي إلى أن غرف العمليات في مجمع الشفاء الطبي، كانت مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة، ومهيأة لاستقبال أصعب الحالات، لكنها بعد استهدافها من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت غير صالحة لأي استخدام.

ولفت إلى أن العمليات الجراحية التي تُجرى حاليًّا تعتمد على أدوات بسيطة وبدائية، وبعض المعدات المستخرجة من تحت الركام، بعد صيانتها وتعقيمها.
ووصف الرملاوي رحلة البحث عن المعدات بأنها مليئة بالأخطار، مشيرًا إلى أن بعض المباني توشِك أن تسقط، وأن هناك أخرى مليئة بمخلفات الاحتلال من متفجرات ومواد كيميائية.
وقال “لم يكن استخراج الأدوات بالأمر السهل؛ فالمكان مليء بمخلفات الاحتلال، والمباني قد تسقط علينا في أي لحظة. لكننا مضطرون إلى خوض هذا الخطر لإنقاذ أبناء شعبنا المصابين، فهذا واجب علينا”.
وفي ظل الحصار المستمر، وتدمير المستشفيات ونفاد المعدات والأدوية الأساسية، حذر الناطق باسم وكالة الأونروا عدنان أبو حسنة من كارثة صحية، وأشار إلى تفشي أمراض خطرة وعودة أمراض مثل التهاب الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والأمراض المعوية والصدرية، فضلًا عن موت الآلاف من مرضى السرطان وأمراض الكلى والقلب.