بلومبيرغ: هذه هي شروط بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا

بوتين اثناء لقاءه مع ويتكوف في موسكو
بوتين أثناء لقائه مع ويتكوف في موسكو (رويترز)

ذكر موقع بلومبيرغ الأمريكي، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصر على سيطرة روسيا على أربعة أقاليم في شرق أوكرانيا، رغم أنها لا تخضع بالكامل لسيطرتها حاليًّا، للقبول باتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك وفق ثلاثة مصادر مطلعة في موسكو.

وأضاف الموقع أن مطالب بوتين تمثل “ضربة” لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا، وذلك “وسط إحباط متصاعد في البيت الأبيض لعدم التوصل إلى تقدُّم في المفاوضات”.

وحاول ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، إقناع بوتين بالموافقة على وقف إطلاق النار على خطوط القتال الحالية في أوكرانيا خلال مباحثات مطولة عقدها الجانبان في موسكو الجمعة، لكن بوتين أصر على موقفه القائم على سيطرة روسيا الكاملة على الأقاليم الأربعة، وذلك وفق ما نقله الموقع عن مصدرين طلبا عدم ذكر اسميهما.

وأضاف أحد المصدرين أن المفاوضات بين الجانبين الروسي والأمريكي “وصلت إلى طريق مسدود في الوقت الراهن، ويتطلب الأمر إجراء اتصال مباشر بين ترامب وبوتين لتحقيق المزيد من التقدم”.

سيطرة روسية على 4 أقاليم

وكان ترامب يأمل التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا بحلول 30 من إبريل/نيسان، الذي يوافق مرور 100 يوم على عودته إلى البيت الأبيض، لكن جهوده لم تُكلل بالنجاح.

من جانبه، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق على هذه التقارير، قائلًا “نحن لا نعلّق على مفاوضات جارية”، في حين قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جيمس هيويت “نواصل إحراز تقدُّم مع كل من أوكرانيا وروسيا للوصول إلى حل سلمي”.

وكان بوتين قد أعلن أن أربعة أقاليم في شرق أوكرانيا، هي دونيتسك ولوهانسك وزابورجيا وخيرسون، أصبحت “إلى الأبد” جزءًا من روسيا، وذلك بعد إجراء استفتاء في المناطق الخاضعة للقوات الروسية في هذه الأقاليم عام 2022.

وضمت روسيا هذه الأقاليم الأربعة إلى أراضيها، وفق الدستور الروسي، رغم أنها لم تتمكن من الاستيلاء على كل الأراضي التي تضمها هذه الأقاليم.

قوات روسية في خيرسون (أسوشيتد برس)

تهديد بالانسحاب

وأوضح موقع بلومبيرغ أن ترامب، ومعه كبار المسؤولين في إدارته، أشاروا إلى أنهم قد ينسحبون من المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ولم تعلن الإدارة الأمريكية نتائج اللقاء المطول الذي دار بين ويتكوف وبوتين يوم الجمعة الماضي، وهو رابع لقاء بينهما في إطار المفاوضات للتوصل إلى نهاية للحرب في أوكرانيا.

وسبق أن أعرب ترامب عن تفاؤله بأن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب “وشيك للغاية” فور انتهاء تلك المحادثات، ثم أصبح أكثر حذرًا، قائلاً إن بوتين ربما “لا يريد وقف الحرب”، وإن الولايات المتحدة قد تضطر إلى الرد بمزيد من العقوبات على روسيا.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأحد، في مقابلة مع شبكة (إن بي سي) “هذا الأسبوع سيكون مهمًّا للغاية، إذ يتعين علينا اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنا نريد الاستمرار في المشاركة” في المفاوضات.

“حوافز اقتصادية” لبوتين

وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت أنها مستعدة للاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها عام 2014، في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح.

كما قدَّمت إدارة ترامب “حوافز اقتصادية”، وفق ما ذكره موقع بلومبيرغ، لإقناع بوتين بقبول وقف إطلاق النار، تتضمن التعاون في مجال الطاقة وقطاعات أخرى، ورفع العقوبات عن روسيا، ورفض مبدأ انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفي المقابل، تعهدت إدارة ترامب بتقديم ضمانات قوية لأوكرانيا للالتزام بوقف إطلاق النار في حال التوصل إليه، والإقرار في أي اتفاق بحق أوكرانيا في تطوير جيشها وقدرتها الدفاعية.

المصدر : موقع بلومبيرغ الأمريكي

إعلان