إغلاق المخابز يضع قطاع غزة على شفا المجاعة مجددا (فيديو)

مع إعلان جمعية أصحاب المخابز عن إغلاق معظم مخابز قطاع غزة، بسبب نفاد مخزون الدقيق والسولار، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الغذائية وحصول كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

وقال أحد المواطنين للجزيرة مباشر: “يعني أنت اليوم بتحاربني في الخبز، والمخابز واقفة، والناس قاعدة مش لاقية رغيف الخبز.. اقنعني كيف الناس هذه والأطفال هذه هيعيشوا؟ الكل من الساعة 7 الصبح بيدور على لقمة مش لاقيها، يعني جوع وقصف وموت”.

وأضاف “رفح جاية علينا، طيب إحنا على الأقل كنا نستقبل أهل رفح، الآن مش عارفين نستقبل أنفسنا. اللي جايين من رفح بدهم ينزلوا ضيوف علينا والمخابز مسكرة.. المعاناة كل دقيقة بتزيد”.

أطفال شهداء في أيام العيد

وتزداد المأساة عمقًا مع استمرار القصف الإسرائيلي خلال أيام العيد، إذ يروي أحد سكان غزة بحرقة “أطفال بالأمس ماتوا أمام أعيينا في أول وثاني أيام العيد. الأب كان يعد نفسه كي يعطي أبنائه مصروفهم ثم نراه شهيدا.. كل ما نريده نظرة رحمة فقط”.

وحذر أحد سكان القطاع من تفاقم الأوضاع، مع استمرار إغلاق المعابر وغياب أي حلول إنسانية، قائلا “استشهدت زوجتي وابنتي رحمها الله. أناشد الدول العربية فتح المعبر.. إذا ظلت المعابر مغلقة ستكون هناك مجاعة فوق المجاعة.. حاليا لا توجد مواصلات ولا سولار ولا بنزين”.

شهر بلا مساعدات لغزة

وفي السياق ذاته، أعلنت الأمم المتحدة مرور شهر كامل على دخول آخر مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وقال جوناثان ويتال، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، للصحفيين الأربعاء، إن 2.1 مليون شخص في غزة محاصرون ويتعرضون للقصف ويتضورون جوعا.

وأضاف “حتى اليوم، تخضع 64% من غزة لأوامر تهجير قسري سارية أو ضمن ما يسمى بالمنطقة العازلة، مع بقاء 64% من غزة غير قابلة للوصول إليها من جانب السكان حاليا. لا مكان ولا أحد آمن”.

وذكر ويتال أن عمليات النزوح وإعادة التهجير للفلسطينيين، منذ انهيار وقف إطلاق النار، أدت لنزوح ما يقرب من 300 ألف فلسطيني في الأيام الأخيرة وحدها.

وخلّف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 114 ألف جريح، وآلاف المفقودين تحت ركام المباني المدمرة في القطاع.

وأجبر القصف الإسرائيلي أغلب السكان على النزوح من منازلهم إلى مخيمات الإيواء، إذ يواجهون نقصا حادا في الغذاء والماء والدواء ويعيشون أوضاعا بالغة القسوة.