تركيا ترد على تصريحات إسرائيل “الاستفزازية” وتطالبها بالانسحاب من سوريا

استنكرت الخارجية التركية تصريحات إسرائيلية وصفتها بـ”الاستفزازية” ضد أنقرة، واتهمت تل أبيب بأنها تشكل “التهديد الأكبر” لأمن المنطقة، وطالبتها بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، اليوم الخميس، إن التصريحات “الاستفزازية التي يطلقها الوزراء الإسرائيليون تجاه بلادنا تعكس الحالة النفسية التي يعيشونها، وكذلك السياسات العدوانية والتوسعية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الأصولية والعنصرية”.

وتساءل البيان: لماذا تزعج إسرائيل التطورات في سوريا ولبنان، التي تحمل وعدًا كبيرًا بالسلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا والتي يدعمها العالم أجمع؟

وتابع أن “الهجمات الجوية والبرية المتزامنة التي شنتها إسرائيل على العديد من النقاط الليلة الماضية (2 إبريل/نيسان) ليس لها تفسير آخر سوى نهج السياسة الخارجية الإسرائيلية التي تتغذى على الصراع.

وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغارات الجوية على سوريا الليلة الماضية، كما استهدفت محيط مبنى البحوث العلمية في حي مساكن برزة بدمشق.

وأعلنت الخارجية السورية أن إسرائيل شنت غارات على 5 مناطق مختلفة خلال 30 دقيقة مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري، وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن غارات إسرائيلية استهدفت محيط مدينة الكسوة جنوبي العاصمة دمشق في وقت لاحق، اليوم الخميس.

واستطرد البيان التركي قائلا: من غير الممكن أن يخفي الوزراء الإسرائيليون الإبادة الجماعية التي يرتكبونها في غزة، والحرب الشاملة ضد الشعب الفلسطيني، وإرهاب المستوطنين، ونية ضم الضفة الغربية، والأطماع التوسعية وراء هجماتهم على سوريا ولبنان من خلال استهداف تركيا.

وأضاف: لقد أصبحت إسرائيل تشكل التهديد الأكبر لأمن منطقتنا بهجماتها على السلامة الإقليمية والوحدة الوطنية لدول المنطقة. تعمل إسرائيل كعامل زعزعة استقرار استراتيجي في المنطقة، مما يتسبب في الفوضى ويعزز الإرهاب.

وطالبت تركيا إسرائيل أن تتخلى عن “سياساتها التوسعية، وأن تنسحب من الأراضي التي احتلتها، وأن تتوقف عن تقويض الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار في سوريا”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال إن الغارات الجوية التي وقعت مساء الأربعاء “رسالة واضحة وتحذير للمستقبل، لن نسمح بالمساس بأمن دولة إسرائيل”.

وذكر كاتس في بيان أن القوات المسلحة الإسرائيلية ستبقى في المناطق العازلة داخل سوريا وستتحرك ضد التهديدات لأمنها، محذرا الحكومة السورية من أنها ستدفع ثمنا باهظا إذا سمحت لـ”قوات معادية” لإسرائيل بالدخول.

كما اتهم وزير الخارجية جدعون ساعر تركيا بلعب “دور سلبي” هناك وفي لبنان ومناطق أخرى.

وقال في مؤتمر صحفي في باريس “إنهم يبذلون قصارى جهدهم لفرض وصاية تركيا على سوريا. من الواضح أن هذه هي نيتهم”.