تبخر أكثر من 5 تريليونات دولار من قيمة الأسهم الأمريكية خلال يومين بعد قرارات ترامب

ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، الجمعة، أن محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “قلب نظام التجارة الدولية بفرض رسوم جمركية ضخمة” أدت إلى خسارة 5.4 تريليونات دولار من الأسهم الأمريكية في يومين.

وأضافت “فاينانشال تايمز” أن مؤشر “ستاندرد آند بورز- 500” انخفض بنسبة 6% يوم الجمعة، بعد انخفاضه بنسبة 4.8% في اليوم السابق، كما انخفض مؤشر “ناسداك” المجمع لشركات التكنولوجيا بأكثر من 20% عن ذروته في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي بورصة “وول ستريت”، تراجع مؤشر “داو جونز” مع نهاية معاملات الجمعة بنسبة 5.06%، وخسر سهم “جيه.بي مورجان تشيس”، أكبر البنوك الأمريكية، 6.5% بينما انخفض سهم “جولدمان ساكس” 7.1% و”مورجان ستانلي” 6.8%.

تبعات الحرب التجارية

وتصاعدت المخاوف من اتساع نطاق الحرب التجارية، وما قد تؤدي إليه من ركود عالمي، بعد أن قررت الصين، الجمعة، فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الواردات من السلع الأمريكية، ردا على الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب على قائمة طويلة من الدول، يوم الأربعاء.

وأطلق ترامب شرارة حرب تجارية مع الصين، الأربعاء، عندما أعلن فرض رسوم بنسبة 34% على الواردات منها، بالإضافة إلى رسوم سابقة بقيمة 20%، ما يرفع قيمة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى نحو 54%.

وسرعان ما تأثرت الأسواق المالية حول العالم بالرسوم التي فرضها ترامب، ورد الفعل من الصين، أكبر دولة مصدرة في العالم، حيث فقدت أسواق الأسهم أكثر من 5 تريليونات دولار يومي الخميس والجمعة، مع توقعات بأن الخسائر قد تستمر.

مخاوف من تراجع الطلب

ويخشى المتعاملون في الأسواق العالمية من أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قد تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي، وتراجع الطلب على الكثير من المنتجات، نظرا لضخامة حجم المعاملات التجارية للبلدين، أكبر اقتصادين في العالم، الأمر الذي دفع كثير من المستثمرين إلى بيع أسهمهم.

وذكر موقع “فوربس” المالي، الجمعة، أن الخسائر في قطاع التكنولوجيا كانت كبيرة، حيث تراجعت قيمة أسهم شركات “أبل” و”انفيديا” و”تسلا” مجتمعة بقيمة تريليون دولار.

وأضاف موقع “فوربس” أن أسهم الشركات الأمريكية، التي تعتمد على الصين في جزء كبير من إيراداتها، تضررت بشكل خاص حيث انخفضت أسهم شركة “أبل” وسلسلة مقاهي “ستاربكس”، وشركة “تسلا” لصناعة السيارات بنسبة 7% على الأقل.

وأوضح الموقع أن تراجع مؤشر “ستانداراد آند بورز-500” بنسبة كبيرة يومي الخميس والجمعة، من بين إحدى المرات القليلة في التاريخ المعاصر التي يتراجع فيها هذا المؤشر بهذا الشكل، حيث تراجع بشكل مشابه عقب الأزمة المالية العالمية عام 2008 وعقب جائحة كورونا عام 2020.

ولم يقتصر التراجع على مؤشرات البورصات الأمريكية، حيث تراجع مؤشر “فاينانشال تايمز-100″، أحد أهم مؤشرات بورصة لندن، بنسبة 7% وهو التراجع الأكبر منذ جائحة كورونا عام 2020.

تحذيرات رئيس الاحتياطي الفيدرالي

وفي السياق ذاته حذر جيرمي باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي)، الجمعة، من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سوف تؤدي إلى “زيادة التضخم وتباطؤ النمو”.

ونقلت صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية عن باول قوله في مؤتمر في فرجينيا، الجمعة، إنه “بات من الواضح الآن أن الزيادة في التعريفات الجمركية أعلى مما كان متوقعا”، مضيفا أن “نفس الأمر ينطبق على آثارها الاقتصادية، وهي زيادة التضخم وانخفض النمو”.

وكان ترامب كتب على منصة “تروث”، الجمعة، منشورا يطلب فيه من باول تخفيض أسعار الفائدة، مشيرا إلى أن هذا “هو الوقت المثالي”، لكي يقوم الاحتياطي الفيدرالي بهذه الخطوة.

غير أن باول أكد، ردا على ما قاله ترامب، أن هناك حالة مرتفعة من عدم اليقين حول “ما سيتم فرض الرسوم الجمركية عليه، وبأي مستوى ولأي مدة، وحدود الرد الانتقامي من شركائنا التجاريين”.

وأضاف باول “لسنا بحاجة إلى التسرع.. يبدو أن لدينا الوقت الكافي”، مشيرًا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يعتزم إبقاء سعر الفائدة الرئيسي عند نطاقه الحالي بين 4.25% و4.5% حتى تتضح الصورة.

وأشار باول إلى أنه “بينما من المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى ارتفاع مؤقت في التضخم على الأقل، فمن الممكن أيضًا أن تكون التأثيرات أكثر استمرارًا”.