في ذكراها السابعة.. ناجون سوريون يسترجعون مجزرة الكيماوي في دوما ويطالبون بالعدالة (فيديو)

في السابع من إبريل/نيسان عام 2018، اهتزت مدينة دوما بريف دمشق على وقع واحدة من أفظع المجازر في تاريخ سوريا الحديث، واتهمت المعارضة ومنظمات دولية النظام السوري المخلوع باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين المحاصرين، ليزهق أرواح العشرات ويصيب المئات في دقائق معدودة، وسط صمت العالم، وإنكار النظام مسؤوليته عن الهجوم.

وبحسب تقرير منظمة “حظر الأسلحة الكيميائية”، استُخدم غاز سام -يُرجَّح أنه الكلور- في ذلك اليوم على مناطق مكتظة بالسكان، في خرق صارخ للمعاهدات الدولية ولقرارات مجلس الأمن، لتُسجَّل المجزرة واحدة من الجرائم التي لم يُحاسَب مرتكبوها حتى اليوم.

وراح ضحية الهجوم 78 مدنيا، إضافة إلى إصابة المئات، أغلبهم من الأطفال والنساء.

نصر حنن: فقدت عائلتي بالكامل

نصر حنن، أحد الناجين من المجزرة، لا يزال يحتفظ بذكرى ذلك اليوم جرحا نازفا في ذاكرته، ويقول “أُصبت بالغاز الكيماوي وبقيت فاقدا للوعي لثلاثة أيام، لأستفيق على فاجعة فقدان والدتي وزوجتي وإخوتي الثلاثة، واستشهاد عائلة عمي بالكامل، أكثر من 52 شخصا من حيّنا فقط قُتلوا بالصاروخ الكيماوي”.

ويروي حنن للجزيرة مباشر اللحظات الأولى للهجوم “كنا نختبئ في الأقبية هربا من القصف، حين سقط صاروخ على سطح البناء، دون صوت يُذكر، فقط أشبه بتسرب مياه من خزان، ثم بدأت النداءات تحذر من تسرب الغاز، وبدأنا نشعر بالاختناق وسيلان الدموع، قبل أن نكتشف أن الغاز وصل إلى الأقبية”.

ويضيف بحرقة “جثث الضحايا ملأت سلالم الأبنية وشارع الحي. حتى اليوم لا نعلم أين دُفنت جثث الكيماوي، فقد قام النظام بنقلها من مقابرها المقابلة لحديقة الجلاء في دوما، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة أمام لجان التحقيق الدولية”.

ورغم مرور 7 سنوات فلا يزال حنن يعاني تبعات الهجوم، إذ يُصاب بضيق تنفس حاد عند استنشاق روائح قوية، وقد تحرمه هذه الأعراض من النوم أحيانا.

بشير سريول: الغاز الأخضر حاصرنا

أما بشير سريول، وهو شاب عشريني وأحد الناجين من المجزرة، فوصف المشهد قائلا للجزيرة مباشر “سقط الصاروخ الكيماوي مساء السابع من نيسان، وكان في الأقبية حوالي 50 عائلة. انتشر دخان أخضر برائحة تشبه الكلور المخلوط بالفلاش. حاول الناس الفرار، لكن كثيرين لم يستطيعوا النجاة”.

يضيف سريول “في الملجأ وحده، استشهد 52 شخصا نتيجة الاختناق”.

لم تتم محاسبة نظام الأسد على جريمة استخدام السلاح الكيماوي حتى الآن
لم تتم محاسبة نظام الأسد على جريمة استخدام السلاح الكيماوي حتى الآن (رويترز)

 

“وُلدت من جديد بعد سقوط النظام”

وقال رجل سبعيني كان شاهدا على المجزرة “أشعر أنني وُلدت من جديد هذه الأيام، بعد سقوط نظام الأسد، الذي كان سببا في كل ما عانيناه. مرّت 7 سنوات على المجزرة، وقلبي ما زال مثقلا بأرواح من فقدناهم. اليوم، في ذكرى المجزرة، أتنفس بحرية لأول مرة، وأحمل أملا بأن العدالة ستأخذ مجراها”.

وتابع “قبل ساعات من الهجوم الكيماوي، سقط برميل متفجرات دمّر عدة أبنية في الحي ذاته، وكنا نعلم أن شيئا أسوأ ينتظرنا، لكن لم نتخيل أن تكون النهاية بالغاز”.

مسعف يروي معاناة الإنقاذ

أحد المسعفين الذين حاولوا إنقاذ الضحايا، رفض ذكر اسمه، وروى المشهد بكلمات تقطر ألما “حاولت إسعاف امرأة وابنتها من الملجأ للخارج، لنواجه القصف، كنا بين خيارين: الموت بالقصف أو الكيماوي، وحاولت إسعاف كثيرين. كانت وجوه الضحايا صفراء، والزبد يخرج من أفواههم، المشاهد لا تُنسى، ولا تزال تشكل صدمة نفسية لنا حتى اليوم”.

وفي الذكرى السابعة للمجزرة، نظم عدد من الناشطين والناشطات من مدينة دوما والدفاع المدني السوري وقفة صامتة يوم الاثنين، في ساحة الشهداء بمدينة دوما، في الموقع ذاته الذي وقعت فيه المجزرة، لتخليد ذكرى الضحايا والمطالبة بالعدالة وبتحقيق دولي ومحاسبة من استخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة ودوما وخان شيخون.

واتُّهم النظام السوري بشن هجمات كيميائية عدة، أبرزها الهجوم الذي استهدف الغوطة الشرقية عام 2013 وأوقع نحو 1400 قتيل، بحسب بيانات دولية، إضافة إلى هجوم مماثل على خان شيخون في إدلب (شمالي سوريا) أسفر عن وفاة 100 شخص وإصابة 400 آخرين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان