محمود حسونة.. ناج من مجزرة مدرسة “دار الأرقم” يروي تفاصيل إنقاذه من الموت في غزة (فيديو)

روى الجريح محمود فضل حسونة دقائق الموت التي عاشها بعد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بمدرسة “دار الأرقم” شرقي غزة قبل أيام، التي أسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجراح.

وقال حسونة “للجزيرة مباشر” إنه كان يسير في ممر الفصل قبل قصف المدرسة بثوانٍ معدودة، حيث توضأ وذهب إلى الفصل الذي نزح فيه طوال الحرب، وأثناء أداء صلاة العصر قصفت الطائرات الحربية المدرسة، ما أدى لإصابته على الفور.

وأكد أنه علِق في ركام الفصل، ودخل في غيبوبة لمدة 10 دقائق، وبعدها دخل أفراد الدفاع المدني المكان ولكن لم يروه، فقذف بالحجار عليهم حتى ينتبهوا لوجوده، مشيرًا إلى أنه كان خائفًا من شدة النيران التي اشتعلت في أنحاء المكان.

مهلة 5 دقائق

وأوضح حسونة أن محاولات إنقاذه في المرة الأولى باءت بالفشل، لأن جيش الاحتلال أعطى مهلة 5 دقائق، قبل أن يكرر قصف المدرسة مرة أخرى، وهذا جعل عملية الإنقاذ مستحيلة.

وأضطر طاقم الدفاع المدني، ومن بينه نوح الشنغوبي، للخروج من موقع القصف، لكن الطاقم أخبره قبل الانسحاب أن عليه يصبر ويوكل أمره إلى الله، ووضعوا عليه صفيحا من الحديد لحمايته من القصف والشظايا التي يمكن أن تتطاير.

العاملون في الدفاع المدني والإسعاف يغامرون بحياتهم لإنقاذ المصابين في غزة
العاملون في الدفاع المدني والإسعاف يغامرون بحياتهم لإنقاذ المصابين في غزة (رويترز)

وتابع “بعد دقائق من هذه الأحداث سمعت صوتًا قادمًا نحوي، وهنا رأيت نوحا الذي قال إنه لن يتركني، فإما ينقذني، أو نموت معًا، وبالفعل بدأ نوح بالحفر حتى تمكن من إخراجي، ومن ثم نقلي إلى مستشفى المعمداني، وبعد ذلك تم قصف المدرسة بشكل كامل”.

وكشف حسونة عن “كواليس” اتصال دار بين ضابط إسرائيلي وطاقم الدفاع المدني، علم به لاحقًا، حيث أخبروه أنه يوجد مصابون في الداخل ويجب السماح لهم بإنقاذهم، وليس معاودة قصف المدرسة، مشيرًا إلى أن الضابط الإسرائيلي أعطاهم مهلة نصف ساعة، ولكنهم طلبوا ساعة كاملة حتى يجلوا المصابين، وهنا اشترط الضابط دخول 5 أفراد من الدفاع المدني من دون سيارة إسعاف.

إصابة صعبة

وبيّن حسونة أن إصابته صعبة، وفي معظم أنحاء جسده، بما في ذلك الرأس والقدمان واليدان، مطالبًا بمنحه التسهيلات اللازمة كي يتم علاجه في الخارج، في ظل ضعف الإمكانات الطبية في القطاع.

وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 50 ألف شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال، وأكثر من 114 ألف جريح، وآلاف المفقودين تحت ركام المباني المدمرة في القطاع.

وأجبر القصف الإسرائيلي أغلب السكان على النزوح من بيوتهم إلى مخيمات الإيواء، حيث يعيشون أوضاعا بالغة القسوة ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان