عراقجي: امتلاك الأسلحة النووية محرَّم شرعا بالنسبة لإيران.. ومصرّون على حقنا في الاستخدام السلمي (فيديو)

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “الكيان الصهيوني يُعَد المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”، مشددًا على أنه “يسعى بشكل علني إلى إبادة الشعب الفلسطيني”.

وقال عراقجي، خلال مشاركته في الجولة الرابعة من مؤتمر الحوار العربي الإيراني الذي ينظمه المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات في الدوحة، إن “الكيان الصهيوني اعتدى على جميع جيران فلسطين المحتلة، من سوريا ولبنان إلى اليمن، مرورًا بقطاع غزة، حيث يرتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري”.

وأضاف “لا يمكن القبول بأن يمتلك كيان محتل ومجرم ترسانة نووية ضخمة، بينما تُفرض القيود على دول أخرى تسعى لاستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية”، مؤكدًا أن إيران “ترى امتلاك الأسلحة النووية أمرًا محرَّمًا شرعًا ومرفوضًا استراتيجيًّا، لكنها تصر على حقها غير القابل للتفاوض في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم”.

الحوار الإقليمي ضرورة استراتيجية

وأوضح عراقجي أن منطقة غرب آسيا شهدت العام الماضي تطورات مهمة، تشير إلى إمكانية التقدم نحو “مرحلة أعلى من الحوار والتعاون الإقليمي”، مستشهدًا بانعقاد أول اجتماع مشترك -ولو غير رسمي- بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، واصفًا ذلك بأنه مؤشر إيجابي يجب البناء عليه.

وشدَّد على ضرورة “تصميم آليات مؤسسية لاستمرار الحوار العربي الإيراني”، قائلًا “هذا التحول الخطابي يجب أن يتحول إلى نهج دائم، يستبدل مبدأ توازن القوى بمبدأ المشاركة المتبادلة، ويرتكز على أدوات القوة الناعمة مثل التبادل الثقافي والسياحة والتجارة والهجرة العلمية”.

وأضاف “منطقتنا بحاجة إلى التعاون أكثر من أي وقت مضى، وما يجمعنا من قواسم مشتركة أكثر بكثير مما يفرّقنا. وقد آن الأوان لتجاوز الخلافات التي فُرضت علينا من الخارج”.

فلسطين في صلب التفاهم الإقليمي

وعن القضية الفلسطينية، أكد عراقجي أن “لا معنى للحديث عن تفاهم عربي إسلامي دون أن تكون فلسطين في صلب هذا التفاهم”، مضيفًا “لا يمكن تجاهل الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، فوقف الإبادة الجماعية في غزة ومنع تنفيذ مشروع إزالة هذا الشعب هي مسؤولية قانونية وأخلاقية واستراتيجية تقع على عاتقنا جميعًا”.

وقال إن الولايات المتحدة “شريك متواطئ في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، إذ لم تعد فكرة حل الدولتين إلا وهمًا تروّج له بعض القوى لإضاعة الحقوق الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن “الكيان الصهيوني ألغى رسميًّا هذا الطرح، ويتجه نحو مشروع تطهير عرقي كامل”.

الموقف النووي الإيراني

وتطرَّق عراقجي إلى المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي تُعقد جولتها الرابعة قريبًا، مؤكدًا أن “إيران لم ولن تسعى إلى امتلاك سلاح نووي”، وأن “أسلحة الدمار الشامل لا مكان لها في العقيدة الدفاعية الإيرانية”.

وقال “إيران كانت من أوائل الدول التي دعت إلى إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، لكن الغرب يمارس معايير مزدوجة، إذ يُبدي قلقًا من برنامج إيران النووي السلمي، بينما يغض الطرف عن ترسانة نووية يمتلكها كيان محتل”.

وعن مستقبل المفاوضات، قال عراقجي “إذا كان الهدف من المحادثات هو ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًّا، فهذا الهدف متحقق أصلًا. أما إذا كان الهدف هو حرمان إيران من حقوقها النووية المشروعة وفرض مطالب غير واقعية، فإننا نرفض ذلك بشكل قاطع”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان