“مات ممسكا بالإبريق والكاسات”.. أسرة الطفل كمال مريش بائع القهوة تروي تفاصيل استشهاده (فيديو)

لم يكن الطفل كمال مريش (12 عامًا) يعلم أن اللحظات القليلة التي افترق فيها عن شقيقه الأكبر “عيد” ستكون آخر ما تبقى له من الحياة، قبل استشهاده في مجزرة إسرائيلية جديدة استهدفت سوقًا شعبيًا ومطعمًا وسط مدينة غزة، يوم الأربعاء الماضي.

كمال، الذي اعتاد الوقوف إلى جانب شقيقه لبيع القهوة منذ ساعات الصباح الباكر حتى المساء، كان يسابق الزمن لمساعدة أسرته التي تقيم بين خيمة ومدرسة إيواء، بعد أن ذاقت مرارة النزوح مرارًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

استشهاد كمال

وقال شقيقه عيد بصوت يخنقه الألم “طلب مني كمال التوجه إلى مكان آخر لبعض الوقت، لم تمضِ سوى لحظات حتى سمعت صوت القصف. ركضت نحو المكان، لكن الوقت كان قد فات، واستشهد كمال هناك، في الموقع الذي اعتاد أن يبيع فيه القهوة لزبائنه”.

في بيت الأسرة المنكوبة، لم يكن سلمان مريش -والد كمال- قادرًا على إخفاء حزنه، وهو يتحدث عن ابنه الذي وصفه بأنه “الصغير المفضل والمعيل الأساسي للأسرة”.

وأضاف الوالد في حديثه للجزيرة مباشر “كان محبوبًا من الجميع، يخرج من السادسة صباحًا ويعود قبل المغرب بقليل. يبيع القهوة طوال اليوم، ثم يركض ليلعب مع رفاقه الأطفال”.

واستذكر الأب اللحظة التي سمع فيها صوت القصف “قبض قلبي فورًا لم أستطع التحرك، رغم أن الموقع قريب من خيمة النزوح التي نعيش فيها”، مضيفًا “كنت أشعر أن شيئًا ما أصاب كمال”.

أحلام الطفولة

لم يكن كمال مجرد بائع قهوة صغير، بل كان طفلًا يحمل أحلامًا أكبر من عمره. وقال والده “كان يحلم بأن يصبح مهندسًا، ليبني برجًا في غزة، ويساهم في إعمارها من جديد بعد كل هذا الدمار”.

واستُشهد كمال في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا لبيع المعجنات وسوقًا شعبيًّا قرب مجمع الشفاء الطبي، أسفرت عن 17 شهيدًا على الأقل، معظمهم من الأطفال والباعة، إضافة إلى أكثر من 50 جريحًا.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عام وسبعة أشهر إلى أكثر من 52800 شهيد، بينهم نحو 18 ألف طفل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان