استشهد بملابس عيد ميلاده العاشر.. أسرة نوح تروي تفاصيل لحظاته الأخيرة في غزة (فيديو)

لم تكتمل فرحة الطفل الفلسطيني نوح السقا ببلوغه عامه العاشر، حتى ارتدى ملابس احتفاله الأخيرة مرة أخرى، لكن هذه المرة لم تكن ليلعب بها أمام أصدقائه أو يقطع بها كعكة عيد ميلاده، بل كانت زينته الأخيرة في وداع لم يخطط له أحد.
في صباح يوم الأربعاء الماضي، خرج نوح مرتديًا ملابس عيد ميلاده، لشراء بعض الألعاب من السوق القريب من منزله بمدينة غزة، لكنَّ صاروخًا إسرائيليًّا استهدف مطعمًا وسوقًا شعبيًّا في تلك المنطقة، فمزق جسده الغض بشظية استقرت في رأسه، واغتالت حلمه في الطفولة والحياة.
اقرأ أيضا
list of 4 items“أنصار الله” تفرض حصارا جديدا على إسرائيل (فيديو)
“عملية سرية فاشلة بزي نساء”.. حماس تعلّق على استشهاد أحمد سرحان القيادي بألوية الناصر صلاح الدين
“لا نترك حجرا على حجر”.. سموتريتش يتوعد بتجويع مدروس لغزة وتدمير ما تبقى من القطاع (فيديو)
خرج لشراء ألعاب
والده داود السقا روى اللحظات التي سبقت وداعه الأخير لطفله، قائلًا “نوح أصر على الخروج لشراء ألعاب، ورفض خلع ملابس عيد ميلاده. خرج قبل لحظات من القصف، وما هي إلا دقائق حتى سمعنا دوي الانفجار، فأسرعت لأبحث عنه في مكان الاستهداف ولم أجده، ثم ذهبت إلى مستشفى الشفاء ووجدته هناك في لحظات احتضاره. رأيت على وجهه علامات خروج الروح”.
وأضاف الأب المفجوع “نوح كان يسألني كثيرًا في الأيام الأخيرة عن الجنة والشهادة، وكأنه كان يشعر بشيء قادم، وكأنه كان يودّعنا دون أن نعلم”.
ابن مدلل
شقيقته نور التي كانت الأقرب إليه، وصفته بأنه كان “الابن المدلل للجميع”، وقالت إنه أصر على إقامة حفل بسيط في عيد ميلاده رغم الأوضاع الصعبة.
وأضافت “والدتي صنعت له كعكة بإمكانات متواضعة، لكنه كان سعيدًا بها. كان ينظر إلينا يوم الحفلة بنظرة غريبة، كأنه يودّعنا. وودَّع أصدقاءه في المدرسة أيضًا قبل استشهاده بأيام”.
وتابعت نور “بعد استشهاده، عثرت على ورقة في دفاتره كتب فيها: أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن يتحرك العالم لإنقاذ غزة. كانت كلماته غير واضحة، لكن إحساسه كان صادقًا وراسخًا، وكان يحلم أن يصبح مهندسًا ليساهم في إعادة إعمار القطاع”.
وأسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 52800 فلسطيني بينهم 18 ألف طفل على الأقل، وفق بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.