أغضب تل أبيب.. صاحب فندق ياباني يكشف دوافع طلبه من نزيل إسرائيلي (فيديو)

أشادت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها (بي دي إس) في اليابان بموقف صاحب نُزُل ياباني، طالب نزيلا إسرائيليا بالتوقيع على إقرار بعدم ارتكابه جرائم حرب في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال آسي كيشي، صاحب نُزُل “ويند فيلا” في اليابان، في مقابلة مع الجزيرة مباشر عبر البريد الإلكتروني، إن الهدف الأساسي من الإجراء الذي اتخذه كان حماية راحة وسلامة الضيوف الآخرين والعاملين في المكان.

وأضاف آسي “من غير المريح لأي شخص أن يقيم بجوار شخص يُحتمل أنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية، فهناك عدد كبير من الجنود السابقين في العالم ممن قد يكونون متورطين في جرائم حرب، ونحن نرى أنه من غير الأخلاقي معاملتهم مثل الضيوف العاديين”.

السياسة تشمل مواطني دول عدة

وأوضح آسي أن السياسة الجديدة لا تقتصر على الجنود الإسرائيليين فقط، بل تشمل مواطني عدد من الدول التي تم توثيق ارتكابها جرائم حرب خلال السنوات العشر الماضية، وفق تقارير صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية أو الأمم المتحدة.

ومن بين هذه الدول بوروندي وإفريقيا الوسطى وإثيوبيا ومالي وميانمار وروسيا وسوريا والسودان، مع الإشارة إلى أن التوقيع مطلوب من الذكور فقط باستثناء إسرائيل حيث يشمل الإناث أيضًا.

وعن ردود الفعل، أشار آسي إلى أن بلدية كيوتو تواصلت معه بعد تدخل السفارة الإسرائيلية، لكنه أكد أن السلطات المحلية لم تجد أي مخالفة قانونية في الإجراء، رغم ما ادعاه السفير الإسرائيلي من وجود تجاوزات.

وقال آسي “بعد ثلاثة أيام من رسالة الاحتجاج، تلقينا إشعارا من موقع ‘بوكينغ.كوم’ بتعليق إدراجنا على الموقع، وهو أمر أثر علينا سلبا، لكن في المقابل، تلقينا الكثير من رسائل الدعم من زوار محتملين في العالم”.

لا يوجد تمييز

أما عن اتهامات التمييز، فقد رفضها آسي قائلا “التمييز يعني معاملة الأشخاص بشكل غير عادل بسبب أمور لا دخل لهم بها مثل العِرق أو الجنسية، لكن جرائم الحرب أفعال يتحمل مرتكبوها المسؤولية عنها، وعلينا جميعا أن نُحاسَب بناء على أفعالنا، وليس هذا تمييزا، بل قاعدة أساسية في أي مجتمع”.

وأكد صاحب نُزُل الضيافة أن الموازنة بين المبادئ الأخلاقية والاستمرارية الاقتصادية أمر صعب، وقال “لا يمكنني تجاهل الأطفال الذين يُقتلون بسبب العنف. لكن لأنني أدير هذا المشروع بنفسي، أستطيع أن أتصرف بحرية أكبر من سلاسل الفنادق الكبرى”.

وعن ردود فعل المجتمع المحلي، قال آسي إن عددا من سكان كيوتو والسياح قدموا إلى المكان للتعبير عن دعمهم، كما أكد أن رسائل الدعم لم تقتصر على اليابانيين، بل شملت أفرادا ومؤسسات من مختلف أنحاء العالم.

ووجَّه آسي رسالة إلى الشعب الفلسطيني، أكد فيها أن هناك عددا كبير من الأشخاص في العالم يشعرون بالغضب حيال الجرائم الإسرائيلية، ويدعمون الشعب الفلسطيني. وأضاف “حافظوا على إيمانكم بالإنسانية، واصمدوا في وجه هذا الإبادة”.

إشادة بالخطوة

من جانبها، قالت يوري شيميزو، وهي ناشطة في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، إن هذه المبادرة من قِبل نُزُل “ويند فيلا” تُعَد خطوة ملهمة وقابلة للتكرار في مؤسسات وخدمات أخرى، وخصوصا في قطاع السياحة.

وأضافت في مقابلة مع الجزيرة مباشر “لدينا مثال في البرازيل، حيث أمر قاضٍ بالتحقيق مع جندي سابق في الجيش الإسرائيلي كان سائحا في البرازيل، بناء على اتهامات بالمشاركة في أعمال قد تُصنف جرائم حرب. لكن لم تصل الأنظمة القضائية في دول مثل اليابان إلى هذه المرحلة بعد”.

وأكدت أن “توسيع هذه المبادرات الشعبية، مثل ما فعله نُزُل ويند فيلا، يمكن أن يؤدي دورا كبيرا في وقف الإبادة الجماعية التي نراها بأعيننا، حيث يُسمح لجنود الاحتلال السابقين أو الحاليين بالراحة والاستجمام في المجتمعات المحلية ثم العودة لمواصلة جرائمهم بحق الفلسطينيين”.

ازدواجية “بوكينغ.كوم”

وفي تعليقها على قرار موقع “بوكينغ.كوم”، قالت يوري “من غير المعقول أنهم تصرفوا بسرعة كبيرة في هذه الحالة دون وجود نتائج قانونية أو لوائح واضحة، بينما لم يزيلوا حتى الآن الفنادق والنُزُل في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم أن العديد من المؤسسات الدولية والحكومات أوضحت أن هذه المستوطنات غير قانونية، وأن الشركات العاملة هناك أو المستفيدة منها تُعَد متواطئة في انتهاك القانون الدولي”.

وأكدت يوري أنه من المنطقي أن يتحقق النُزُل من خلفية أي نزيل إسرائيلي، خصوصا أن الخدمة العسكرية في إسرائيل إلزامية، ومن المحتمل أن يكون هذا الشخص قد ارتكب جرائم حرب، لا سيما خلال حرب الإبادة المتصاعدة في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

“الأفراد مسؤولون أيضا عن الإبادة”

وأشادت يوري برفض بعض الشباب الإسرائيليين الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إن هذا هو الحد الأدنى الذي ينبغي القيام به. وأضافت “مشاركتك في الإبادة الجماعية تجعلك مسؤولا، سواء بقرار حكومي أو فردي”.

وأدانت يوري حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، منتقدة الصمت العالمي حيالها بقولها “إذا كنا نقلق على مشاعر أفراد جيش الاحتلال أكثر من قلقنا على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لتطهير عرقي، فالأولويات لدينا ليست في محلها الصحيح”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان