قرار “تاريخي” من البلدية.. اعتصام باسم الزميل حسام شبات في جامعة أوتريخت الهولندية (فيديو)

نظم طلاب من جامعة أوتريخت الهولندية اعتصامًا مفتوحًا في الجامعة، احتجاجًا على استمرار العلاقات الأكاديمية بين الجامعة ومؤسسات تعليمية إسرائيلية، في ظل “الإبادة الجماعية” التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

ويحمل الاعتصام، الذي بدأ منذ 7 مايو/أيار الجاري، اسم “اعتصام حسام شبات”، تكريمًا لاسم مراسل الجزيرة مباشر في قطاع غزة الذي استشهد في قطاع غزة في قصف إسرائيلي في مارس/آذار الماضي، وتقديرًا لدور الصحفيين الفلسطينيين الذين “ضحّوا بحياتهم لنقل الحقيقة”، بحسب المنظمين.

إصرار طلابي

وفي حديثها للجزيرة مباشر، قالت الطالبة ميمي، المتحدثة باسم الاعتصام: “هدفنا هو الضغط على الجامعة لتستجيب لمطالبنا”.

وطالبت بقطع العلاقات جميعها مع المؤسسات الإسرائيلية التي تشارك في تنفيذ الإبادة بغزة، لافتة إلى أنه مطلب متكرّر منذ سنوات، وقد حان الوقت لرد واضح من الجامعة، على حد قولها.

وتابعت المتحدثة: “ما يميز هذا الاعتصام أنه استمر عدة أيام دون تدخل الشرطة أو استخدام العنف، وهو ما لم يكن ممكنًا في السنوات الماضية، كما أن بلدية أوتريخت، بخلاف جهات كثيرة، استخدمت مصطلح (الإبادة الجماعية) رسميًّا في وصف ما يحدث، وهو أمر صحيح، وإن جاء متأخرًا”.

وفي حديثها إلى “الجزيرة مباشر”، قالت روني، طالبة مشاركة في الاعتصام: “أُضطر لإخفاء وجهي لأسباب أمنية، لأن إدارة الجامعة، والشرطة، وأطرافًا مؤيدة لإسرائيل، تحاول دائمًا التعرف علينا، وغالبًا ما يسببون لنا مشاكل بسبب مواقفنا.. نحن خائفون على سلامتنا، ولذلك نضطر لإخفاء وجوهنا”.

وتابعت: “نحن كطالبات، لا نواجه فقط عنف الشرطة خلال التظاهرات، بل حتى حين نحاول تنظيم أنشطة تعليمية أو محاضرات حول هذه القضايا، تتم عرقلتنا بطرق ممنهجة”.

وأوضحت أن مطالبهم كطلبة في الجامعة لم تتغير منذ عام ونصف عام، وتشمل: قطع العلاقات جميعها مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الإسرائيلية وإعلان الإبادة الجماعية الجارية بوصفها الصحيح بالإضافة إلى الشفافية بشأن من سيشارك في أي اجتماع مع إدارة الجامعة ومشاركة منظمات حقوق إنسان فلسطينية أو داعمة للفلسطينيين.

بدورها، أكدت ليال فتوني، أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة أوتريخت، أن هذا الاعتصام يمثّل خطوة تصعيدية بعد نحو عامين من محاولات التأثير في مجلس الجامعة من خلال التفاوض والبيانات والتنظيم الأكاديمي.

وقالت للجزيرة مباشر: “هذا أول اعتصام يتمكن من الاستمرار لأيام داخل الحرم الجامعي. في العام الماضي، استدعت عمدة أوتريخت شرطة مكافحة الشغب لطرد الطلاب بالقوة، ونُقلوا ليلًا إلى مكان يبعد ساعتين سيرًا على الأقدام عن المدينة”.

وأضافت: “مطالبنا كهيئة تدريس واضحة: مقاطعة الجامعات والشركات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات منها، بما يشمل جميع أشكال التعاون البحثي أو التبادل الأكاديمي. الجامعة تتذرع بالحياد، لكن اتخاذ موقف أخلاقي من إبادة جماعية ليس خيارًا سياسيًا، بل التزام أخلاقي”.

وأوضحت فتوني، أن المجموعة التي تنتمي إليها، وهي “أوتريخت من أجل فلسطين”، تنشط ضمن شبكة وطنية أوسع تسمى “الهيئة الأكاديمية الهولندية من أجل فلسطين”، وتعمل على رفع مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية كقضية عدالة وحقوق إنسان.

اعتراف رسمي بـ”الإبادة”

وفي خطوة وصفها الطلاب بـ “التاريخية”، صادق مجلس بلدية أوتريخت في 8 مايو/أيار الجاري على قرار يدعو المجلس البلدي وعمدة المدينة إلى استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” عند الإشارة إلى ما يحدث في فلسطين، وقد جرى تبني القرار بأغلبية مطلقة.

ويتوقع الطلاب أن يؤدي هذا القرار إلى تعزيز الضغط على إدارة الجامعة ودفعها لاتخاذ موقف رسمي ينسجم مع مطالب المعتصمين، في وقت تستمر فيه الفعاليات داخل الحرم الجامعي بشكل يومي.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان