بوساطة تركية.. تفاهم مبدئي بين موسكو وكييف على تبادل 2000 أسير

جانب من المباحثات بين موسكو وكييف في اسطنبول (الأناضول)
جانب من المباحثات بين موسكو وكييف في إسطنبول (الأناضول)

شهدت مدينة إسطنبول التركية، اليوم الجمعة، أول لقاء مباشر بين الوفدين الروسي والأوكراني منذ أكثر من 3 سنوات، في محاولة جديدة لاحتواء النزاع المستمر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

ورغم الأجواء المشحونة، فقد تمحورت المفاوضات حول قضيتي وقف إطلاق النار وتبادل أسرى الحرب، مع دعوات متزايدة لعقد قمة مباشرة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي.

وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في منشور على منصة إكس، أن تركيا ستواصل بذل كل الجهود الممكنة من أجل تحقيق السلام الدائم بين روسيا وأوكرانيا.

وقال إن “اليوم كان يوما مهمّا للسلام العالمي”، وإنه “نتيجة للجهود المكثفة، عقد الوفدان الروسي والأوكراني اجتماعا في إسطنبول بوساطة تركية”.

وأضاف “اتفقنا على تبادل 1000 شخص من كل بلد كإجراء لبناء الثقة”، مشيرا إلى وجود اتفاق مبدئي على اللقاء مجددا، في وقت أكدت فيه أنقرة التزامها الكامل بمواصلة جهود الوساطة.

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد أنقرة لرعاية مفاوضات تفضي إلى “سلام عادل ودائم”، وهي المبادرة التي رحبت بها أوكرانيا.

تبادل أسرى الحرب

وفي بداية اللقاء الثلاثي الذي استضافه أحد القصور العثمانية بإسطنبول، خاطب هاكان فيدان الطرفين قائلا “أمامنا طريقان؛ أحدهما يؤدي إلى السلام، والآخر إلى مزيد من الدمار والموت. القرار بأيديكما”.

وقال رئيس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عميروف إن بلاده ركزت خلال المحادثات على “وقف إطلاق النار، وتبادل أسرى الحرب، والتواصل المحتمل بين زيلينسكي وبوتين”، مؤكدا أن كييف منفتحة على خطوات سريعة نحو السلام، لا سيما بعد اتصال زيلينسكي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في المقابل، قالت مصادر في الوفد الروسي إن الطرفين توصلا إلى تفاهم مبدئي على تبادل 1000 أسير، وأشارت إلى أن أوكرانيا طلبت رسميا عقد لقاء مباشر بين زيلينسكي وبوتين.

ومع ذلك، وصفت مصادر أوكرانية لوكالة رويترز المطالب الروسية بأنها “غير واقعية وغير بناءة”، وتضمنت انسحاب القوات الأوكرانية من مساحات واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها كييف، شرطا لوقف إطلاق النار.

وقال مصدر في الوفد الأوكراني إن هذه المطالب “منفصلة عن الواقع، وتتجاوز أي شيء نوقش سابقا”، مشيرا إلى أنها تهدف إلى حرف المفاوضات عن مسارها الحقيقي.

من جانبه، قال رئيس الوفد الروسي إن موسكو راضية عن نتائج الاجتماع ومستعدة لمواصلة المحادثات، وإن الجولة الحالية وفرت فرصة لعرض وجهات النظر بشأن وقف إطلاق النار بشكل مفصل، على أن تُستأنف المفاوضات لاحقا.

وكانت الخارجية التركية قد أعلنت أن الاجتماع استمر نحو ساعة وأربعين دقيقة، بمشاركة الوزير هاكان فيدان.

إشارة صغيرة لكن إيجابية

وفي حين رأى المستشار الألماني فريدريش ميرتس المفاوضات “إشارة صغيرة لكن إيجابية”، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خيبة أمله من تغيُّب بوتين، مشيرا إلى أن مستوى الوفد الروسي “منخفض” وغير مخوَّل باتخاذ قرارات فعلية.

وقال زيلينسكي من العاصمة الألبانية تيرانا “إذا كان الوفد الروسي قد جاء فقط من أجل الصورة، وليس للتوصل إلى نتيجة، فإن على المجتمع الدولي أن يرد بقوة من خلال عقوبات صارمة”.

وأضاف “كنت مستعدا للقاء مباشر مع بوتين في أنقرة، لكنه لم يقبل أيّا من مقترحاتي”، مشددا على أن غياب بوتين دليل على غياب الإرادة السياسية لإنهاء الحرب.

من جهتها، جددت الرئاسة التركية تأكيد أن أنقرة ستواصل جهودها لإنهاء الحرب بسلام عادل ودائم، وذلك خلال لقاء أردوغان مع المستشار الألماني، الذي شهد أيضا بحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية ذات الصلة.

ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى أحلاف عسكرية غربية، وهو ما تراه الأخيرة “تدخلا” في سيادتها الوطنية.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان