دراسة تكشف: هل الصيام المتقطع هو الحل المثالي لإنقاص الوزن؟

أظهرت مراجعة علمية أن الصيام المتقطع يوفر تحسنًا طفيفًا في مستويات "الكوليسترول" و"الأنسولين" لدى من يعانون من زيادة الوزن (فريبك)

في ظل تعدد الحميات الغذائية، يبرز الصيام المتقطع كواحد من أكثر الأنظمة شيوعًا في الوقت الحالي، ويقوم هذا النظام على حصر تناول الطعام ضمن فترات زمنية محددة.

ومن أبرز أشكاله “حمية 5-2” التي تفرض تقليل الأكل بشكل كبير أو الامتناع عنه ليومين في الأسبوع، دون قيود على الأيام الخمسة الأخرى.

ويمتاز الصيام المتقطع ببساطته مقارنة بأنظمة غذائية تتطلب حساب السعرات أو تغييرًا جذريًا في نوعية الطعام، وتسهم مرونة هذا النظام، خاصة أن بعض ساعات الامتناع عن الأكل تكون أثناء النوم، في تقليل الحاجة إلى قوة إرادة كبيرة، ما يزيد من قابلية الالتزام به.

فاعلية متقاربة مع الأنظمة التقليدية

ورغم شعبيته، تبقى فاعليته مقارنة بالأنظمة التقليدية محل نقاش علمي، وتقول نيكولا رين، المتحدثة باسم الجمعية البريطانية للتغذية، لمجلة “إيكونوميست” البريطانية، إن الصيام المتقطع يحقق نتائج مماثلة لأنظمة حساب السعرات الحرارية من حيث فقدان الوزن، بحسب الدراسات المتوفرة.

تشير بعض الدراسات القصيرة الأمد، إلى أن الصيام المتقطع قد يحسن استقلاب الدهون أكثر من الحميات العادية (فريبك)

وكشفت تجارب مخبرية على الحيوانات، أن الصيام (حتى لو لم يكن متقطعًا) قد يطيل العمر بنسبة تصل إلى 40%، ويقلل من التدهور المرتبط بالشيخوخة، ويحسن مؤشرات الصحة الأيضية، ويخفض قابلية الإصابة بالسرطان.

ويُعتقد أن هذه النتائج مرتبطة بعملية “الالتهام الذاتي” التي تنشط عندما تقل العناصر الغذائية، وتقوم بتنظيف الخلايا من الأجزاء التالفة التي تسهم في الشيخوخة.

دراسات محدودة ونتائج متباينة

ورغم وجود آليات بيولوجية مشتركة بين البشر والحيوانات، فإن إجراء تجارب مماثلة على البشر صعب، وفقًا للدكتور آدم كولينز من جامعة “سري” البريطانية، لأن تقليل السعرات في الدراسات الحيوانية يعني تقريبًا “تجويعها”، وهو ما لا يمكن تطبيقه أخلاقيًا على الإنسان.

وتشير بعض الدراسات القصيرة الأمد، إلى أن الصيام المتقطع قد يحسن استقلاب الدهون أكثر من الحميات العادية، كما أظهرت مراجعة علمية نُشرت في إبريل/نيسان 2024 أن الصيام المتقطع يوفر تحسنًا طفيفًا في مستويات “الكوليسترول” و”الأنسولين” لدى من يعانون من زيادة الوزن، إلا أن دراسات أخرى، لم تجد فرقًا واضحًا في فقدان الوزن أو صحة القلب.

ورغم الفوائد المحتملة، يحذر الباحثون من المبالغة. فقد أظهرت دراسة نُشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2024 في مجلة “Nature” أن تقليل السعرات بنسبة 40% لدى الفئران، أدى إلى فقدان في الكتلة العضلية وربما ضعف في الجهاز المناعي، لذا يؤكد الباحثون أنه “حتى الاعتدال.. يحتاج إلى اعتدال”.

المصدر: إيكونوميست

إعلان