سعيد الرابي.. شاهد على نكبة 1948 وصمود قرية جلجولية في وجه التهجير (فيديو)

على أطراف السهل الساحلي الفلسطيني في المثلث الجنوبي داخل الأراضي المحتلة عام 1948، تتربع بلدة جلجولية، المشيدة على أنقاض مدينة كنعانية قديمة تُعرف باسم “جلجال”.
هذه البلدة العريقة كانت شاهدة على مراحل التاريخ الفلسطيني، وعايشت نكبة عام 1948 بكل تفاصيلها القاسية، لكنها تميزت بموقف استثنائي لأهلها الذين رفضوا التهجير والترويع وتمسكوا بأرضهم بقوة السلاح والإرادة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحماس تدعو إلى تصعيد المواجهة في الضفة لصد هجمات المستوطنين
جنود ومسؤولون إسرائيليون يكشفون: ندمر مساحات شاسعة في غزة دون أي هدف عملياتي أو أمني
قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يلوّحون باتخاذ “إجراءات ملموسة” إذا لم توقف إسرائيل الهجوم على غزة
وروى الحاج سعيد إبراهيم الرابي (مواليد 1937)، ابن المختار إبراهيم سعيد الرابي الذي قاد البلدة في حقبة الانتداب البريطاني مروراً بنكبة 1948 وحتى أوائل خمسينيات القرن الماضي، للجزيرة مباشر تاريخ نضال أهل بلدة جلجولية ورفضهم التهجير، في ذكرى مرور 77 عاما على النكبة، ويُحسب له أنه وقف مع أبناء البلدة مدافعاً عن جلجولية والبلدات المجاورة عبر الكفاح المسلح، مانعين الاحتلال من السيطرة عليها.
“سنموت على أرضنا”
وقال الحاج سعيد الرابي “عندما انسحب الجيش العربي النظامي من جلجولية، حضر ضابط أردني كبير وأمام أهل البلدة والمختار قال نصيحة صريحة: اتركوا البلدة وارحلوا لأن اليهود سيقتلونكم وسينتهكون أعراضكم وسيحرقون بيوتكم”.
وتابع الرابي “رد والدي المختار حينها قائلا: إننا باقون، وسنموت على أرضنا فهذا أشرف لنا من الرحيل، وأقسم بأننا سنحافظ على كرامتنا وعزتنا”.
وأضاف “قام المختار بجمع المناضلين وطلب منهم الوقوف على مداخل البلدة ومنع أي شخص أو عائلة من الخروج منها، بل وأعادوا العائلات بقوة السلاح لضمان عدم تفريغ البلدة”.

رفض الاستيطان
كان لأهالي جلجولية دور بارز في حماية بياراتهم وأراضيهم، مدعومين في البداية من جيش الإنقاذ ثم من الجيش العراقي النظامي الذي قدم السلاح والدعم العسكري المباشر، بما في ذلك المدفعية التي ساعدت على صمود البلدة.
ويستذكر الحاج سعيد قائلاً “كانت هناك محاولات متكررة من عائلات يهودية للاستيطان في جلجولية، لكن والدي المختار وقف موقفاً حازماً ورسمياً بمنعهم، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم يتمكن اليهود من العيش داخل البلدة. غير أن الحكومة صادرت آلاف الدونمات من أراضينا وأقامت عليها مستعمرات”.
ورغم اشتداد قبضة الاحتلال الإسرائيلي وممارسات الترهيب بحق فلسطينيي الداخل، لا يزال أهالي جلجولية متمسكين بأرضهم، خصوصاً بعد تصاعد السياسات القمعية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023.
ويختم الحاج سعيد الرابي حديثه قائلاً “نحن باقون إمّا فوق الأرض وإمّا تحتها.. لكننا لن نرحل منها”.
سبعة وسبعون عاماً من الاحتلال لم تفلح في اقتلاع الفلسطيني من جذوره، ولا في زعزعة انتمائه لقضيته وأرضه، وجلجولية شاهد حي على معركة الصمود والإرادة.