جلسة توبيخ واستدعاءات وإدانات.. أزمة دبلوماسية بين إسرائيل ودول أوروبية

أثار إطلاق جنود إسرائيليين النار باتجاه وفد دبلوماسي أوروبي كان في زيارة رسمية إلى مدينة جنين في الضفة الغربية ردود فعل غاضبة من عدد من الدول الأوروبية، واستدعت عدد من الدول سفراء إسرائيل لديها لتقديم توضيحات حول الواقعة.

البداية كانت من مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي أكدت أنها اطلعت على تفاصيل الحادثة التي وقعت أثناء زيارة نظمها الجانب الفلسطيني، داعية إلى “تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين”.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، ما حدث بـ”غير المقبول”، وأعلن في منشور على منصة “إكس” استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس لتقديم تفسير رسمي، معبرا عن دعمه الكامل للدبلوماسيين الفرنسيين العاملين “في ظروف صعبة”.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه أصدر تعليمات للأمين العام لوزارة الخارجية باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما “للحصول على توضيح رسمي بشأن ما حدث”، مشيرا إلى أن القنصل الإيطالي في القدس كان ضمن الوفد المستهدف، ووصف السلوك الإسرائيلي أيضا بأنه غير مقبول، وأكدت المراسلة السياسية لهيئة البث استدعاء السفير الإسرائيلي في إيطاليا لمحادثة توبيخ في أعقاب الحادثة في جنين.

كما أدانت الخارجية الإسبانية بشدة تصرفات الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن أحد رعاياها كان ضمن الوفد، داعية إلى “تحقيق فوري وشفاف” في ما وصفته بأنه حادث خطر للغاية، ومشددة على ضرورة احترام إسرائيل بصفتها قوة احتلال للقانون الدولي وواجب حماية الممثلين الدبلوماسيين.

وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، استدعاء المسؤول في السفارة الإسرائيلية في مدريد، وطالبه بتوضيح الملابسات وتحمل المسؤولية.

كما أدانت وزارة الخارجية الألمانية إطلاق النار على الدبلوماسيين في جنين، وقالت الوزمارة في بيان لها “يتعيّن على الحكومة الإسرائيلية توضيح الملابسات فوراً واحترام حرمة الدبلوماسيات والدبلوماسيين”.

فيما أعلنت البرتغال أنها “تدين بشدة” الهجوم على الوفد الدبلوماسي في مخيم جنين، وأكدت وزارة الخارجية أنها ستتخذ الإجراءات الدبلوماسية المناسبة، وأعرب وزير الخارجية عن تضامنه مع السفير البرتغالي الذي كان ضمن الوفد.

وأعرب وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو عن صدمته بعد علمه بإطلاق النار على وفد دبلوماسي كان يضم نحو 20 شخصا، بينهم دبلوماسي بلجيكي، مؤكدا أن الزيارة كانت منسقة مسبقا مع الجانب الإسرائيلي، وأن المركبات كانت تحمل إشارات دبلوماسية واضحة، وطالب إسرائيل بتقديم تفسيرات مقنعة.

وأدان ماكسيم اعتداءات جيش الدفاع الإسرائيلي على الدبلوماسيين في جنين ، مشيرا إلى أن تلك الواقعة تُشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، ومرفوضة تمامًا.

من جانبه، أجرى وزير خارجية هولندا كاسبار فيلدكامب، اتصالا بالممثل الهولندي في الأراضي الفلسطينية، والسفير الهولندي لدى إسرائيل، للاطمئنان عليهما، حيث كانا ضمن الوفد الدبلوماسي الذي تعرض لإطلاق النار.

وقال كاسبار فيلدكامب “ندين إطلاق النار، وطلبنا توضيحا من السلطات الإسرائيلية، وندرس اتخاذ خطوات أخرى”.

من جانبها، أكدت وزيرة خارجية النمسا بياته ماينل رايزنجر أن مثل هذه الأحداث المؤسفة لا يجوز أن تقع، و”لهذا نفترض أن السلطات الإسرائيلية ستقوم بالتحقيق في الحادثة”.

فيما اعتبرت وزيرة خارجية فنلندا إلينا فالتونين، أن حادث إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي “حادثاً خطيراً للغاية ويستحق الإدانة”، وقالت “تحدثت مع الدبلوماسي الفنلندي الذي كان في الموقع.. ونطالب إسرائيل بتقديم توضيح حول ما جرى”.

وكان الوفد، الذي ضم دبلوماسيين من دول أوروبية وعربية، يقوم بجولة ميدانية قرب مخيم جنين للاجئين، ضمن زيارة نظمها الجانب الفلسطيني للاطلاع على حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الفلسطينية، التي وصفت تصرف الجيش الإسرائيلي بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان أن الوفد الدبلوماسي انحرف عن المسار المعتمد ودخل منطقة غير مصرح له بالوجود فيها، مضيفا أن الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية فقط، دون وقوع إصابات أو أضرار.