اعتراف مؤثر من كاتبة كندية اعتنقت الإسلام.. صوت يعتذر لغزة ومؤلَّف للأطفال “حتى يعبدوا الله بحب” (فيديو)
جيني مولينديك تروي قصة ضمير يقِظ

“أعتذر لأمهات غزة، لا أعرف كيف سيسامحنني، فأنا لم أستطع فعل أي شيء لهن”، بهذه الكلمات وبصوت متهدج تحدثت الكاتبة الكندية جيني مولينديك ديفليلي للجزيرة مباشر عن مشاعرها تجاه أمهات غزة اللاتي فقدن أطفالهن خلال هذه الحرب.
وتروي الكاتبة، التي أسلمت قبل 19 عاما، تجربتها الفريدة التي ارتبطت خلالها بالقضية الفلسطينية، وتعرفت على صمود الشعب الفلسطيني، ودخلت عالم الكتابة للأطفال عن الإسلام.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمستوطنون يضرمون النار في مركبة ويحاولون إحراق مسجد جنوبي نابلس (فيديو)
“الأطفال يعلمون جيش إسرائيل سياسة الابتزاز”.. الأب مانويل مسلم يحذر من 3 أمور (شاهد)
“جان” تكشف سبب اختيارها الحرم الإبراهيمي لإعلان إسلامها ونقطة التحول الأبرز (شاهد)
وقالت جيني إن الشيء الذي غيَّر حياتها هو تعرُّفها على الله من خلال أسمائه الحسنى، لذا قررت أن تبدأ بعمل سلسلة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعريف الناس بعظمة أسماء الله الحسنى.
وأضافت “أعلنت ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي وانتشر الأمر سريعا، بدأ الناس بمتابعتي بشكل كبير. حينها فكرت في ما يمكنني فعله، بدأت أبحث وأتعلم عن الأسماء بعمق ثم أحاول مشاركة الفيديوهات لأنها غيرت حياتي فعلا”.
“حتى يعبدوه بحب”
ونجحت جيني في تحويل مشروعها إلى كتاب للأطفال، إذ ترى أن الأطفال يجب أن يفهموا معاني أسماء الله بشكل بسيط “حتى يعبدوه بحب”.
وقالت الكاتبة الكندية إنها ترى عظمة الأسماء الحسنى في صمود الشعب الفلسطيني. وأضافت “عندما نسمع الفلسطينيين يقولون حسبي الله، يجب أن نفهم ما يعنيه ذلك ولماذا يمكنهم أن يقولوا ذلك. عندما نفهم من هو الله حقا، يصبح من السهل علينا أن نستسلم”.
ولفتت إلى أنها عندما اعتنقت الإسلام قررت ترك مسيرتها المهنية والاهتمام بأطفالها لتعليمهم الإسلام بطريقة صحيحة، وشاركت أنشطتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كانت عائلتها تقطن كندا، ولاحظت أنه لم تكن هناك كتب إسلامية للأطفال، وما توفر كان مملا بالنسبة للأطفال.

كتب للأطفال عن الإسلام
وبعدما انتقلت جيني إلى تركيا وجدت تنوعا في الكتب، لكنها قالت إن المشكلة ظلت قائمة من حيث طول القصص وكونها مملة وغير جاذبة للأطفال، وبدأ الخوف يتسلل بداخلها بشأن عزوف أطفالها عن قراءة كتب الإسلام، لذا قررت الكتابة للأطفال بعد تشجيع صديقتها التي قررت فتح دار للنشر.
وتابعت جيني أنها تشعر بغصة في قلبها عندما يختار الأطفال كتبا غير كتب الإسلام، وأن أمنيتها أن يتحمس الأطفال لتعلُّم الإسلام وأن يشعروا بالفخر عند قراءة كتب الإسلام، فوجهت كتبها بشكل مميز من حيث الألوان، وتناولت فيها الشخصيات الإسلامية والحيوانات المذكورة في القرآن وغير ذلك من الأفكار.
وانتقدت الكاتبة الكندية “الإعلام الغربي المنحاز” الذي قالت إنه لا يذكر شيئا عن الشرق، واعترفت بأن العالم فُتح أمامها على مصراعيه بعد إسلامها، إذ تعلمت عن محنة الفلسطينيين والنكبة، وعن السوريين والبوسنيين وغيرهم من الشعوب التي عانت.
التوعية بالقضية الفلسطينية
لكن فلسطين بالنسبة لها ظلت بلدا مميزا، وخصوصا أنها مرتبطة بالإسلام، إلى جانب أن جذور زوجها التركي تعود إلى هناك.
ومع الوقت شعرت جيني بأن هناك واجبا يقع على عاتقها بصفتها مسلمة، يتمثل في ضرورة التوعية بالقضية الفلسطينية، مما دفعها إلى البدء بتخصيص جزء من كتبها عن فلسطين وتاريخها.
لكن النقطة الفاصلة في حياتها كانت عندما زارت فلسطين الصامدة في وجه الاحتلال مع أسرتها، وقالت إنها شهدت موقفين في فلسطين أثرا فيها بشدة.
الموقف الأول -كما روت- كان عندما زارت القدس القديمة، وعلم البائع بتوجهها إلى الخليل، فرفض أخذ الأموال منها وطلب منها الشراء من الخليل بهدف مساعدة أهلها، وهو ما مثل بالنسبة لها لحظة إيثار فريدة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي الموقف الآخر، قالت جيني إن المرشد السياحي المرافق لها وزوجها أكد لهما أن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم، وأن بقاءهم فيها هو جزء من جهادهم، لتشعر حينها بمدى الإيمان بالقضية التي تتوارثها الأجيال.
وخلَّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة أكثر من 53 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 121 ألف جريح، ودمارا واسعا أجبر أغلبية الفلسطينيين على النزوح من منازلهم.