منعتهم من الصلاة.. قرى هندية تمنع دخول المسلمين

لافتة كتب عليها ممنوع دخول المسلمين إلى القرية (الجزيرة مباشر)
لافتة كُتب عليها ممنوع دخول المسلمين إلى القرية (الجزيرة مباشر)

شهدت ولاية مهاراشترا، غربي الهند، خلال الأسابيع القليلة الماضية، صدور قرارات من عدد من المجالس القروية تحظر دخول المسلمين إلى القرى، وتدعو إلى مقاطعة اقتصادية ضد أفراد الأقلية المسلمة.

ودعت هذه القرى -الواقعة في منطقة مدينة بونه- إلى مقاطعة اقتصادية للمسلمين، وحظر تأجير المحال التجارية إليهم، إضافة إلى منع المسلمين القادمين من مناطق أخرى من أداء الصلاة في مساجد القرى.

ففي 7 مايو/أيار، أصدرت قرية نير داتاوادي قرارا يدعو إلى المقاطعة الاقتصادية للمسلمين، ووصف القرار المسلمين بـ”الجهاديين” و”المتطرفين” و”المتعصبين”.

حماية الدهارم

وقال المجلس القروي إن القرار يمثل “خطوة لحماية الدهارم (الديانة الهندوسية)”، وأضاف “إلى جميع سكان نير داتاوادي، نود إعلامكم بأن عدد الغرباء المتطرفين والمتعصبين دينيا والجهاديين في قريتنا يزداد يوما بعد يوم. وعندما يكون عددهم قليلا، يتظاهرون باللطف ويتحدثون بلطف مع الجميع، ولكن بمجرد أن يزداد عددهم، يبدأون بتهديدنا وإثارة الشغب، تماما كما حدث أخيرا في هجوم كشمير“.

منع الصلاة

كما أصدرت قرية بيرانغوت قرارا يمنع المسلمين من المناطق الأخرى من أداء الصلاة في مسجد القرية، ووصفت حضورهم بأنه يسبب اضطرابا في النظام العام.

وجاء في القرار “إلى جميع الإخوة المسلمين القادمين من خارج قرية بيرانغوت، نبلغكم بموجب قرار جرى تمريره في اجتماع خاص يضم جميع أفراد المجتمع القروي وسكان بيرانغوت والإخوة المسلمين المحليين بأنه يُسمح فقط للمسلمين المحليين بأداء الصلاة في مسجد القرية”.

وأضاف “لأسباب أمنية، يُمنع المسلمون القادمون من خارج المنطقة، أو من المناطق المجاورة لأغراض العمل، أو من القرى القريبة، من دخول المسجد وأداء الصلاة فيه. كما أن عدد القادمين من خارج القرية يفوق سعة المسجد، مما يسبب اضطرابا في النظام العام وسلامة القرية”.

أنشطة إرهابية

وفي قرية جاراده بولاية مهاراشترا أيضا، نشر المجلس القروي قرارا جاء فيه “بهدف الحد من الأنشطة الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة، فقد تقرر من أجل أمن القرية منع الإخوة المسلمين من القرى المجاورة -باستثناء المسلمين المحليين- من أداء الصلاة في مسجد قرية جاراده”.

الأمر نفسه تكرر في قرية غوتافادي وقرى أخرى في الولاية، مما يشير إلى اتجاه متصاعد للتضييق على المسلمين منذ هجوم كشمير الشهر الماضي، وهو ما أثار انتقادات واسعة بين المسلمين.

حياة مليئة بالخوف

وفي تصريحات للجزيرة مباشر، قال قادة مسلمون محليون إن 12 قرية أصدرت قرارات مشابهة تستهدف المسلمين خلال الأشهر الأخيرة. وأضافوا أن المسلمين في هذه القرى يخشون التحدث علنا عن هذه المسألة نظرا لقلة عددهم.

وقال الشيخ فايز، وهو أحد القادة المسلمين المحليين “المسلمون في هذه القرى عددهم قليل. إنهم يعيشون بالفعل حياة مليئة بالخوف، ويضطرون إلى تكييف حياتهم وفقا لمطالب المجتمع الهندوسي في حال وقوع أي مشكلة. وهم لا يريدون مواجهة هذه القضية بسبب الخوف”.

وأضاف “المسلمون في تلك القرى يفتقرون إلى المعرفة الكافية بالقوانين. إنهم قلقون بشأن أسرهم ومنازلهم. لقد خلقت القنوات الإخبارية في هذا البلد أجواء معادية للمسلمين، مما زاد من الخوف بينهم”.

بدوره، قال المفتي أنور، وهو إمام مسجد في المنطقة، إن وفدا من القادة المسلمين قدَّم شكوى إلى المحافظ اعتراضا على هذه القرارات قبل أسبوعين.

وأضاف “هذا مخالف للدستور. لا يصح القول إن أشخاصا من خارج المنطقة لا يمكنهم دخول قرية معيَّنة. المساجد بُنيت لأداء الصلاة. المسلمون يصلون متى حان وقت الصلاة. والناس يذهبون إلى مناطق أخرى لأداء أعمالهم، ولا يعمل الجميع في منازلهم. وفي أي مكان يعملون فيه، يمكنهم الذهاب إلى أقرب مسجد لأداء الصلاة”.

الشرطة تتجاهل القضية

وتساءل أنور عن سبب استهداف المسلمين والمساجد فقط بهذه القرارات، قائلا “ماذا عن المجتمعات الدينية الأخرى وأماكن عبادتهم؟ لماذا لا يُمنعون من دخول قرى أخرى ومعابدهم؟”

أما الشرطة المحلية فقد حاولت تجاهل القضية، مبررة هذه القرارات.

وقال فيشال غايكواد، نائب مفوض الشرطة في منطقة بيمبري تشينشواد، في تصريحات لوسائل إعلام محلية “نظرا لسعة المسجد المحدودة، فإن الأولوية تُعطى للسكان المحليين”.

كما قال كبير مفتشي الشرطة أنيل فيبهوتي، المسؤول عن مركز شرطة بافدان، في تصريحات صحفية “حتى الآن، لم يتقدم أي عضو من المجتمع المسلم بأي شكوى. ويقال إن القرار اتُّخذ بموافقة الطوائف جميعها”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان