المسلمون البوشناق يُبرزون هويتهم الإسلامية وتضامنهم مع فلسطين خلال حفل تخرُّج بمدرسة ثانوية في صربيا (فيديو)

احتفل مسلمو مدينة نوفي بازار، جنوب صربيا، بتخرُّج الدفعة 513 من طلبة مدرسة “غازي عيسى بك” الثانوية الإسلامية، إحدى أقدم المؤسسات التعليمية في منطقة السنجق.

وشكَّل الحفل مناسبة لتجديد التمسك بالهوية الإسلامية، في بلد لا تزال فيه التقاليد التعليمية الإسلامية حاضرة رغم التحديات.

أُسست المدرسة قبل أكثر من 500 عام على يد القائد البوشناقي غازي عيسى بك إسحاقوفيتش، وتوقفت عن العمل خلال الحكم الشيوعي بعد الحرب العالمية الثانية، قبل إعادة فتح أبوابها في تسعينيات القرن الماضي.

وقال مدير المدرسة عدنان دوبلاك للجزيرة مباشر إن المؤسسة استعادت منذ ذلك الوقت دورها التعليمي والتربوي في الإقليم.

“فرحة كبيرة للمسلمين البوشناق”

وشهد حفل هذا العام تخرُّج 140 طالبا وطالبة، حصل 40 منهم على تقدير امتياز، بينهم 5 من حفظة القرآن الكريم.

ووصف أنور غيتسيتش -رئيس مجلس أئمة نوفي بازار- هذه الدفعة بأنها من الأفضل، مؤكدا أن الطلبة يمثلون مستقبلا واعدا للمنطقة.

وقال غيتسيتش للجزيرة مباشر “هذه فرحة كبيرة للمسلمين البوشناق. هؤلاء الطلبة سيكملون دراساتهم، وسيكونون بإذن الله من يرفعون راية الإسلام”.

مسلمو صربيا يمثلون أقلية حريصة على ثقافتها
مسلمو صربيا يمثلون أقلية حريصة على ثقافتها (رويترز)

وقالت الطالبة أمينة خير الدين باليتش للجزيرة مباشر “كان شرفا لي أن أكون طالبة هنا. أنا سعيدة بالتخرج، لكنني حزينة لمغادرة المدرسة”.

وأضافت زميلتها جميلة أن سنواتها في المدرسة كانت الأجمل في حياتها، بينما عبَّر الطالب محمد فيولانين عن أمله في نشر قيم الإسلام في أنحاء العالم من خلال ما تلقاه في المدرسة.

ووصفت الطالبة مدينة ميدوفيتش يوم التخرج بأنه “يوم خاص وعظيم للشعب البوشناقي”، مضيفة أن المدرسة كانت منبعا للعلم والعلماء.

مشهد لافت

وشهد الحفل مشهدا لافتا حين التحف الطالب يوسف محمودوفيتش بعلم فلسطين خلال مراسم التخرج، وقال للجزيرة مباشر “تشرفت بحمل علم فلسطين في هذا اليوم دعما لأهلنا هناك. لن ننساهم، ونسأل الله أن يفرّج عنهم”.

وشارك الخريجون في موكب احتفالي انطلق من ميدان غازي عيسى بك، مرورا بشوارع نوفي بازار، قبل الوصول إلى قاعة الاحتفال، حيث أقيم حفل وعشاء جماعي نظمته المدرسة.

ويعكس هذا الحفل السنوي إصرار مسلمي البلقان على التمسك بهويتهم الدينية، من خلال مؤسسات تعليمية تجمع بين العلوم الشرعية والمعارف الحديثة، وتُخرّج أجيالا قادرة على خدمة مجتمعها دون التفريط في قيمها.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان