ترامب يهدد دول أوروبا ويصعد ضغوطه عليها.. ما الأسباب؟

ترامب قال إنه لا يبحث عن صفقة حاليا مع أوروبا
ترامب قال إنه لا يبحث عن صفقة حاليا مع أوروبا (رويترز)

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير نشرته، السبت، مجموعة من الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تصعيد ضغوطه على الاتحاد الأوروبي مؤخرا.

وهدد ترامب، الجمعة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من بداية شهر يونيو/حزيران المقبل، موضحا أنه في الوقت الحالي “لا يبحث عن صفقة” مع الاتحاد.

وأشارت الصحيفة ألى أن فريق ترامب الاقتصادي عبر للقادة الأوروبيين بشكل خاص عن ضيقه من المفاوضات بصورتها الحالية مع الاتحاد الأوروبي، إذ إن “الأولويات المختلفة للدول الأعضاء في الاتحاد أدت إلى إبطاء وتيرة المفاوضات”، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مصادر مطلعة على المفاوضات بين الجانبين.

وأضافت هذه المصادر للصحيفة أن مستشاري ترامب يشكون مما وصفوه “بتردد الاتحاد الأوروبي في تقديم عروض ملموسة تُعالج المخاوف الأمريكية”.

ومن أبرز المطالب الأمريكية، وفق هذه المصادر، إلغاء الرسوم على خدمات البث على الإنترنت، وإلغاء ضرائب القيمة المضافة على الواردات الأمريكية، وتغييرقواعد استيراد السيارات، وإلغاء الغرامات المفروضة على الشركات الأمريكية في قضايا مكافحة الاحتكار.

بيسنت انتقد الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي وعجزه عن اتخاذ قرار
بيسنت انتقد الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي وعجزه عن اتخاذ قرار (رويترز)

انقسام أوروبي

ومن جانبه أوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن المشكلة في المفاوضات مع الاتحاد الأووربي أنها تتم مع مجموعة صغيرة في بروكسل، حيث مقر المفوضية الأوروبية، تمثل مصالح 27 دولة أوروبية، فيما علم من بعض الدول أنها لا تعرف تحديدا ما الذي يدور في المفاوضات.

وأضاف بيسنت في مقابلته مع الشبكة الأمريكية أنه يأمل أن يؤدي تهديد ترامب برسوم جمركية تصل إلى 50% إلى “إشعال النار تحت الاتحاد الأوروبي”، في إشارة إلى محاولة تنبيه مسؤولي الاتحاد إلى مخاطر موقفهم من الولايات المتحدة.

دور الصين في المفاوضات مع أوروبا

وفي السياق ذاته أوضحت المصادر المطلعة على المفاوضات للصحيفة أن مستشاري ترامب لم يتمكنوا حتى الآن “من الحصول على تعهد من جانب الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية جديدة على الصناعات الصينية”، وهي أولوية بالنسبة لإدارة ترامب التي تحاول الحد من النفوذ التجاري المتصاعد للصين.

أرسولا فان دير لاين ربما لاتقبل بصفقة شبيهة بما قبله كير ستارمر
أرسولا فان دير لاين ربما لاتقبل بصفقة شبيهة بما قبله كير ستارمر (رويترز)

وعلى النقيض من موقف الاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكرته هذه المصادر، وافقت بريطانيا على فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من الصلب الصيني، ما ساهم في التوصل إلى اتفاق تجاري بين بريطانيا والولايات المتحدة أعلن عنه ترامب في وقت مبكر من شهر مايو/أيار الجاري.

وتوصلت بريطانيا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة هذا الشهر، يُبقي على الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب بنسبة 10% على السلع البريطانية. لكن صرح عدد من وزراء الاتحاد الأوروبي مؤخرا أنهم لن يقبلوا باتفاق مشابه مع واشنطن.

ويواجه الاتحاد الأوروبي مأزقا فيما تطلبه الإدارة الأمريكية من فرض قيود على الواردات الصينية، وذلك لأن “الصين تمثل سوقا هامة للصادرات الأوروبية، الأمر الذي جعل القادة الأوروبيين كارهين لفكرة إطلاق حرب تجارية عالية المستوى مع الصين“، وفق الصحيفة.

انتقادات ترامب للاتحاد الأوروبي

وسبق أن وجه ترامب، بشكل علني أحيانا وخاص أحيانا، انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي بشكل لم يكن معهودا من الرؤساء الأمريكيين نظرا للتحالف المستمر لعقود عبر جانبي الأطلنطي.

ووصف ترامب الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من شهر مايو/أيار الحالي بأنه “أسوأ من الصين”، ووصف غرامات مكافحة الاحتكار التي فرضها الاتحاد بأنها ضرائب على الشركات الأمريكية.

وكان ترامب قال في إحدى مؤتمراته الصحفية في شهر فبراير/شباط الماضي إن “الاتحاد الأوروبي تم تشكيله للإضرار بالولايات المتحدة”.

وانتقد ترامب مرارا المساهمة المحدودة للدول الأوروبية في ميزانية الدفاع في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) وطالبها بإنفاق المزيد، موضحا أنه لا يمكن أن تستمر هذه الدول في الاعتماد على الولايات المتحدة وحدها في دفع أغلب نفقات الدفاع في حلف الناتو.

المصدر: وول ستريت جورنال

إعلان