لماذا تهجر شركات الطيران العالمية مطار تل أبيب رغم تطمينات إسرائيل؟

لا تزال آثار الصاروخ الذي أطلقته جماعة أنصار الله اليمنية على مطار بن غوريون في تل أبيب، في 4 مايو/أيار الجاري، تلقي بظلالها على حركة الطيران في إسرائيل.
يواصل العديد من شركات الطيران العالمية إيقاف رحلاتها من تل أبيب وإليها، في حين تحاول السلطات هناك نشر رواية أن الحادثة “نادرة”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجمات إسرائيلية جديدة فوق طهران
ماذا نعرف عن الحصيلة الأولية للضربة الإيرانية على إسرائيل؟
ماكرون: سنعترف بالدولة الفلسطينية.. ولن نقبل بإيران نووية
وفي تصريح نقلته هيئة الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الأحد، حاول العميد في صفوف الاحتياط شموئيل زكاي، المدير العام لهيئة الطيران المدني الإسرائيلي، طمأنة الجمهور الإسرائيلي بقوله إن “أسطول الطائرات الإسرائيلي في زمن الحرب هو الأكبر في تاريخ دولة إسرائيل”.
وكشف زكاي أن سلاح الجو الإسرائيلي وزع خلاصة تقرير التحقيق الخاص بحادثة الصاروخ اليمني على شركات الطيران الأجنبية، في محاولة منه لطمأنتها بأن مثل هذه الحوادث نادرة.
وقال “أُرسلت خلاصة تحقيق سلاح الجو إلى شركات الطيران مع شرح بشأن العطل: لماذا حدث؟ وما الذي فُعل لتقليل احتمال تكراره؟”.

ورغم استمرار الحرب، فقد أشار زكاي إلى أن 22 مليون مسافر تنقلوا من إسرائيل وإليها خلال فترة المواجهات، وأنه ما زال هناك تعاون مع 33 شركة طيران أجنبية.
والرقم 33 يدل على انخفاض كبير في عدد الشركات، إذ ذكر موقع “فلايت كونيكشن” المتخصص في الرحلات الجوية أن عدد شركات الطيران التي كانت تسيّر رحلات من مطار بن غوريون الدولي وإليه في تل أبيب بلغ 63 شركة.
“مخاوف أمنية”
وأشار زكاي إلى أن قرار بعض الشركات تعليق رحلاتها نابع بالأساس من اعتبارات أمنية وتجارية، وليس من “مشاعر معادية لإسرائيل”.
وقال إن “المصلحة التجارية موجودة، وإسرائيل وجهة جذابة”.
واعترف زكاي بأن بعض العوائق التي تمنع استئناف الرحلات تعود إلى أسباب موضوعية، مثل رفض طواقم الطيران السفر إلى المنطقة، أو الصعوبات الفنية والإجرائية.
وقال “هناك أمور موضوعية، مثل طواقم الطيران. شركة دلتا الأمريكية، كيف ترسل طواقمها؟ تعلن عن الرحلة، ثم يختار الطاقم ما إذا كان يرغب في التسجيل والمشاركة. هناك شركات تعمل بالطريقة نفسها، لكن الطواقم ببساطة لا ترغب في الطيران (إلى إسرائيل)”.
ووجَّه زكاي انتقادا للذين يتهمون شركات الطيران بـ”معاداة السامية”، قائلا “الإسرائيليون دائما يحبون القول إن ‘الجميع معادون للسامية ولا أحد يحبنا’، ولكن قبل أن نلومهم، دعونا نتحدث عن أنفسنا”.

وأكد المدير العام لهيئة الطيران المدني الإسرائيلي تورط الطيارين المدنيين في قيادة الهجمات في غزة، في حديثه عن الضغط الذي يواجهه المطار وقلة الأيدي العاملة، مشيرا إلى أن “الموارد البشرية والضغط اليومي يظلان تحديين مركزيين في ظل ظروف الحرب”.
وعن تعليقات بعض مديري شركات الطيران الأجنبية على الأزمة، مثل تصريحات مدير “رايان إير” بشأن فقدان الصبر تجاه إسرائيل واحتمال إيقاف الرحلات، قال زكاي إن مثل هذه التصريحات استثناء وليست القاعدة.
وأضاف “مدير رايان إير لا يتحدث مثل مدير شركة طيران. لا حاجة لمسح دموعه. لاحظ أن شركات طيران أخرى لا تتحدث بهذه الطريقة، وهي ليست أقل احتراما أو حجما. هناك مزيج من عوامل عديدة معقدة لا ينبغي أن تشغل بال المسافر الإسرائيلي”.
وكانت جماعة أنصار الله قد أعلنت أنها تسعى لفرض حصار جوي على إسرائيل من خلال استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب، وذلك بعدما تمكَّن صاروخ فرط صوتي أطلقته الجماعة من تجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والسقوط قرب المطار، مما تسبب في تعطيل حركة المطار مؤقتا وإلغاء العديد من شركات الطيران رحلاتها في 4 مايو/أيار.