صرخة أم فلسطينية في غزة: خائفة أن تأكل الكلاب جثث أولادي (فيديو)

وسط ركام الألم في جنوب قطاع غزة، وبين أصوات القصف وأنين الجرحى، علت صرخة أم فلسطينية اختزلت حجم المأساة التي يعيشها المدنيون تحت نيران الاحتلال.

نعمة شهوان، أم مفجوعة، فقدت اثنين من أبنائها دفعة واحدة، أحمد ومحمد، بعد أن أطلق قناصة جيش الاحتلال النار عليهما قرب المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس، وهما في طريقهما لإحضار الخبز لعائلتهما المحاصرة بالجوع.

جثتا أحمد ومحمد بقيتا في العراء، لا يجرؤ أحد على انتشالهما بسبب استمرار القصف واستهداف المنطقة بشكل مباشر، حيث تقع الجثتان منذ أيام تحت خطر التمزق، أو ربما تحت خطر أبشع.

تقول الأم بصوت يملؤه القهر “أنا خائفة أن تأكل الكلاب جثث أولادي”.

وفي مشهد لا يقل فجيعة، تحدث شقيقهما الأصغر بهاء عن تفاصيل اللحظة التي رأى فيها جسدي أحمد ومحمد مسجيين على الأرض دون حراك “أخواي ذهبا لإحضار الخبز لنأكله.. أحدهما كان يرتدي تيشرتا أزرق، والآخر أصفر، وحين رأيت الجثتين عرفتهما فورا، كان ملقين على بطنيهما وقد استشهدا”.

وأضاف بحرقة “أطلب من كل العالم أن يعيدوا إخوتي حتى ندفنهم ونقرأ عليهم الفاتحة”.

من جهتها، تحدثت الجارة أم محمد قائلة “نحن لا نريد خبزًا، ولا نريد طعامًا، نريد فقط أن ندفن الأطفال. أمهم مضى عليها أربعة أيام لا تأكل ولا تشرب، ولا تقوى على الكلام. نرجو أن يتحرك العالم لإعادة الجثث. لا نريد شيئًا سوى دفنهم”.

ولا تزال جثتا الشقيقين أحمد ومحمد شهوان ملقاتين في الشارع، رغم مرور أيام على استشهادهما، إذ تُستهدف المنطقة المحيطة بالمستشفى الأوروبي، الذي لا يكاد يعمل في ظل الانهيار الكامل لمنظومة الرعاية الصحية ونفاد الوقود.

ووجّهت العائلة نداء عاجلًا إلى المنظمات الإنسانية والدولية من أجل التدخل الفوري، لإنقاذ ما بقي من كرامة الموتى.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان