قلعة مصياف.. إرث سوري شاهد على تعاقب الحضارتين الرومانية والإسلامية (فيديو)

في قلب جبال ريف حماة غربي سوريا، تقف قلعة مصياف الأثرية شامخة لتكون شاهدا على تعاقب حضارات متعددة في هذه المنطقة، من الرومان إلى المسلمين، ولتحفظ في حجارتها ذاكرة تاريخ طويل.
ومع مرور الزمن وتزايد عوامل التآكل، تزداد الدعوات المطالبة بترميم القلعة وحمايتها، لتبقى صرحا حيًّا يجسد التاريخ السوري القديم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالداخلية السورية تعلن دمج الشرطة والأمن العام في جهاز واحد (شاهد)
من القهر إلى القفز الحر.. الفروسية السورية تحطم قيود نظام الأسد (فيديو)
رسالة حاسمة من أردوغان للشرع بشأن الاحتلال الإسرائيلي لأراض سورية (فيديو)
وقال الباحث السوري المتخصص في الآثار الإسلامية، هيثم حسن، إن أول ذكر لقلعة مصياف في المدونات التاريخية يعود إلى نهاية القرن الرابع الهجري، وتحديدًا سنة 358 هـ، الموافق لعام 999 ميلادي.
وأضاف في حديثه لـلجزيرة مباشر “أثناء الحملة البيزنطية على وسط سوريا، ورد ذكر القلعة عندما مرّ الجيش البيزنطي بهذه المنطقة، التي تُعد نقطة استراتيجية تربط بين الداخل السوري والساحل. فقد شكّلت القلعة حلقة وصل بين المدن السورية الرئيسية: حماة وحمص في الداخل، واللاذقية وطرسوس على الساحل”.

دور محوري أثناء الحروب الصليبية
وأشار حسن إلى أن قلعة مصياف لعبت دورا محوريًا خلال الحروب الصليبية، حيث كانت بمثابة حاجز دفاعي منع تقدم الصليبيين من الساحل نحو الداخل السوري.
ولفت إلى أن القلعة تتمتع بموقع استراتيجي مهم، إذ تسيطر على الطريق القادم من أنطاكيا باتجاه حمص، وهو طريق حيوي استخدم في العهد الروماني، ولاحقا خلال الحملة الصليبية الأولى عام 1099، حيث احتُلت القلعة ضمن مسار الحملة قبل التوجه نحو طرابلس في لبنان.
وأوضح أن بنيان القلعة يعكس مزيجا من العمارة الرومانية والإسلامية، وتُعد من القلاع النادرة التي ما زالت تحتفظ بشكلها الأصلي الذي يعود إلى القرون الوسطى، وهي محاطة بسور حجري مكتمل وتندمج في نسيج المدينة الإسلامية القديمة المحيطة بها.
وتابع “من خلال القلعة، يمكننا تتبع تطور العمارة الإسلامية في فترة حرجة من تاريخ سوريا، خصوصا أثناء الحروب الصليبية”.
وأشار حسن إلى أن القلعة عانت من الإهمال خلال السنوات الماضية، نتيجة غياب الترميم الدوري وتأثير العوامل الجوية، ما أدى إلى انهيار بعض أسطحها.
وختم حديثه بدعوة الحكومة السورية، بأهمية إدراج قلعة مصياف ضمن خطة تنشيط السياحة الوطنية، واستثمار إرثها التاريخي.